فريق بناء مهارات الحياة (في قلب الإسمنت)

الوحدة : 31-12-2020

(أرضي ذهب)  وذهب أصلي أيضاً فيها الجمال والزينة والخزينة..

كبار وصغار, أطفال وطلاب مدارس جالوا بين طوب الأرصفة والبنايات ليغرسوا شتولهم ويقوموها بين جدران الزمن الأصم والحجر العاري من الجمال والحياة.

تولاي دالي علي، صف خامس قالت: أنا سعيدة اليوم وقد غرست شجرة لأجل أخوتي الصغار ورفاقهم الذين سيدخلون المدرسة في السنوات القادمة, مدرستي (حطين) ليس فيها شجرة ولا حديقة سوى البناء والصفوف والباحة, وأتمنى لو كان فيها شجرة واحدة أجلس تحت ظلها في الأيام المشمسة وأتأملها في الشتاء ترقص محتفية بالأمطار وهي تغسل وجهها, واليوم تحقق حلمنا بمساعدة مديرة المدرسة  أحلام الرفاعي وفريق بناء مهارات الحياة الذين زودونا بشجر السرو لنغرسها في الباحة التي أصبحت جميلة ونشكرهم جميعاً كما أنهم أهدونا القصص واخترت كتاباً عن عباس بن فرناس وشجرة كبيرة لعيد الميلاد, ونطلب من فريق بناء مهارات الحياة أن يزورنا مرة أخرى  ويعلموننا صناعة هذه الأشجار وغيرها.

السيدة آمال طوبال، رئيسة فريق  بناء مهارات الحياة أشارت بأنه ضمن الاحتفالية التي أطلقتها الوزارة تحت شعار (أرضي ذهب) قام الفريق بحملة تشجير بربيعة, و في عيد الشجرة هم في المدينة بمبادرة مستدامة (في قلب الاسمنت) جابوا عدة أحياء ومدارس منها : الزراعة, الأوقاف، ضاحية تشرين, المشروع ب, الرمل الجنوبي, مدرسة  حطين, ومدرسة الشهيد ظافر شحادة, حيث زرعوا أكثر من 100 شجرة متنوعة,وفي مدرسة الشهيد ظافر شحادة كان الأطفال قد شاركوا بمزروعاتهم الخاصة التي أتوا بها من منازلهم بالإضافة إلى الأشجار لترميم وتأهيل حديقة المدرسة وإعادة رونقها والمساحة الخضراء بين أحجار البناء الأصم, وأضافت بقولها : كما زودنا حملتنا مجموعة من الهدايا للأطفال والطلاب المشاركين مؤلفة من شجرة الميلاد بنسج الأوريغامي وكتاب من مطبوعات وزارة الثقافة, وقد وزعنا 150 كتاباً مختلف المواضيع والعناوين فيها العلمي والثقافي والاجتماعي والشعر والقصة, وسنتابع  بحملات التشجير بعد رأس السنة إلى نهاية موسم التشجير في أواخر شهر آذار.

الفنان التشكيلي أيمن حمدان أشار بأن حب الشجرة من حب الوطن وحملات التشجير هي حق (ولابنك خليها) وواجب علينا لنتابع مع رجال جيشنا رسم الانتصار والفرح على وجوهنا وعلى وجه أرضنا الدائمة الخضرة والتجدد والشباب, ولن ندع يد حاقد مغلول تطال منها أو تتطاول عليها, ومهما بلغ الجور عليها ترجع وتزهر وتحلو أكثر, وترى كل أبناء بلدي بحالة صوفية بعشقهم لأرضهم, والعلاقة بينهم أبدية, فكانت حملتنا في ربيعة وعلى جبل الحرة مثمرة ومفيدة وممتعة, زرعنا بعض الأشجار من الصنوبر الثمري مع أطفالنا لنشكل أجمل لوحة بكل الألوان والمقاسات وحتى بأبعاد, وقد تمسك بنا الأطفال واندفعوا أمامنا ليكونوا واصلين قبلنا وينكبوا على الأرض ليزرعوا بأيديهم فنبشوا التراب ووضعوا الشتول وطبطبوا عليها بأكفهم الصغيرة لبث نسغ الحياة في أوصالها, ولم يصغوا لنا بأن الوقت قد حان للمغادرة فالشمس تودعنا وهم يسألوننا بعض الوقت المضاف, غادرنا وعيوننا معلقة على تلك الشجيرات الصغيرة ندعو لها بالحياة وقد وضعناها بين أيدي الجبل وأحضان الطبيعة لتعيش بسلام وجمال .

 أجمل الأوقات قضيناها في الجبل خاصة في نهاية المشوار أننا انحشرنا جميعنا في قاطرة الجرار الزراعي الذي يوصل عمال الحراج إلى الجبل ويأخذهم منه يومياً ليقطع بنا عدة كيلو مترات, يلف بنا غور الجبل وجوفه ويسبح وسط الخضرة والبهاء ليحط على الطريق الميسر لسيارات النقل التي وصلنا بها المكان, نخرج من قصة ألف ليلة وليلة و رحلة خارج هذا الزمان (هذا ما نطق به شباب وأطفال ويافعي الفريق بحملة التشجير ) ولنا موعد ولقاء .

هدى سلوم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار