الفنانة هبة أحمد: الألم مفتاح للحياة..

الوحدة : 31-12-2020

لأن الألم صار قصة حياة, كان لابد أن نسخر هذا الألم حتى يكون مفتاحاً للحياة, وحكاية فن.

وما أن أخذت الحرب السورية أشكالاً متعددة من الألم كسر الحزن قلب هبة التي فقدت زوجاً حبيباً وأخاً شقيق الروح لتقف وحيدة مع أبنائها الثلاثة تواجه فقدها للأعزاء باحتضان أطفالها الصغار التي اختارت لهم الحرب هذا الكم الهائل من الحزن.

هبة أحمد تشبه الكثير من الشابات السوريات.. تقاوم الشقاء والفقر والحاجة بإصرارها على العمل، لتحافظ على وصية زوج قدس الوطن فقدم روحه رخيصة تاركا أطفاله يواجهون مصيرهم .

ولما استشهد منذ ستة أعوام وجدت هبة أن الحياة تستحق أن تعاش رغم الألم فهي  لن تموت مع أطفالها, وهي تصر على مقاومة الألم النفسي الذي حولته إلى مفتاح للحياة تفتح فيه أفاق جديدة في بحر الحياة الواسع.

تعرف عن نفسها: هبة أحمد، العمر 33 عاماً، أم سلمان وشهد وشام من بلدة الصفصافة، استشهد زوجي من 6 سنوات وأنا أمام خيارين إما الحياة أو الاستسلام للحاجة والألم.

بدايتي كانت مع أول دورة لتعليم الخياطة في كنيسة السيدة بطرطوس, تعلمت من خلالها التفصيل والخياطة وصناعة الإكسسوارات وشكلات للبنات.

لكن بداية حكاية الفن هوايتي منذ الطفولة ولم أستطع تنمية هذه الموهبة وخاصة أني تزوجت بعمر الـ 19 وكنت أعشق  الرسم حينها الظروف حالت دون أن أتعلم، والآن أحاول أن أطور نفسي من خلال دورات تعليمية وعبر وسائل التواصل الاجتماعي الذي كان معلماً لي خاصة وأن إمكانية التنقل بين البلدة والمدينة باتت صعبة ومكلفة.

أقوم بصناعة أعمال يدوية وحرفية ضمن إمكاناتي البسيطة والمتواضعة استطعت أن أؤمن فرصة عمل تساعدني في تأمين حاجات أبنائي.

شاركت بعدة  معارض في  طرطوس القديمة  (إكسسوار ولوحات رسم بالحرق على الخشب وكاسات أزينها للأفراح).

العمل بشكل عام مكلف والمواد يزداد سعرها بشكل دائم وغلاء أسعار المعيشة جعل الناس تبتعد عن اقتناء الإكسسوارات والحرف اليدوية.

الألم مفتاح للفن

 غياب الزوج معاناة ومسؤولية ولكن قراري أن أستمر بالحياة يمدني بالقوة وأنا أستمد طاقتي من فرحة أولادي وسعادتهم ونجاحهم.

حلمي متابعة دراستي وأنا في السنة الثالثة الجامعة اختصاص رياض أطفال, بالإضافة  إلى تعلم مهارات جديدة وفنون أخرى واحتراف تقنيات الرسم. 

  • الفن حالة صدق تنبع من داخلي دون تخطيط وإحساس ممزوج بالألم والإرادة, يعكس الجمال الذي يكمن في أعماق الروح.
  • علاقتي باي قطعة أنتجها كعلاقة الأم بابنها, ولولا حاجتي للبيع لاحتفظت بجميع أعمالي.
  • أتمنى أن يكون هناك اهتمام بالمواهب في الريف واقامة دورات مجانية للصغار والكبار في المراكز الثقافية لصقل المواهب خاصة وأن ظروف التنقل بين القرى والمدينة صعبة، وأن يتم منح أسر شهداء القوات الرديفة وثيقة استشهاد أسوة بشهداء الجيش العربي السوري من أجل أبنائهم الذين حرموا من آبائهم ويتأثرون بعدم المساواة.

زينة وجيه هاشم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار