فرع اتحاد طلبة جامعة تشرين في ربيعة

الوحدة 30-12-2020

 

(إن ما حميتها يا ابني من الويلات.. ما في حدا غيرك بيحميها.. بلادك صلاة للحب صليها) بهمهمات شباب بوتيرة وإيقاع يخترق صداها الحجر الأصم في الجبال، توغلوا في جسدها وخلايا ترابها منذ ساعات الصباح الأولى يسبحون بكرة وأصيلا، يملؤهم الوجود ولا يتوقف الحبّ والواجب فيهم عند حد وليعلو الوطن من رماد سنوات الحرب والدمار, الكل منهمك ومشغول ولم يشعروا بالوقت وكانت جدائل شمسهم المنسكبة على التلال والمنسدلة بضفائرها الذهبية بين أياديهم ليتمسكوا بها كأراجيح الهواء في العيد ولتشكل حكاية شباب ووطن, ولا تنتهي ولا تغادرهم شمسه لتوعدهم بيوم جديد (غاباتنا مرقت عليها دهور .. وبعدنا منكبر بماضيها.. خضرا ع كتف جبالنا ناطور .. جنون العواصف ما بيلويها) .

الدكتور يوسف شاهين، رئيس فرع اتحاد طلبة جامعة تشرين قال: نقوم بحملة تشجير مستمرة لثلاثة أيام احتفاء بعيد الشجرة, بدأناها بالأمس بمنطقة ربيعة في جبل الحرة, يشارك فيها اليوم 300 طالب وطالبة من فرعي اتحاد طلبة جامعة تشرين ومعاهد اللاذقية, وهذا الموقع محروقة أشجاره منذ عامين أو أكثر وأصبح اليوم بالإمكان تشجيره وإحياؤه من جديد, والمقسم الذي خصص لفرع اتحاد الطلبة يقدر بمساحة 6هكتار ونصف يتسع ل3آلاف غرسة قمنا خلال هذين اليومين بتشجير 2500 غرسة وما بقي إلا القليل ليوم غد، فكل يوم نأتي من السابعة صباحاً ولغاية الخامسة مساء .

اتحاد الطلبة هم كوادر شابة عليهم يقع الأمل وصنع المستقبل, ولنا أن نغرس في نفوسهم العمل التطوعي لتشرئب على الخير والعطاء وتحيط بالمجد من جميع أطرافه. وما هذه الحملة إلا خير مثال لذلك, وهو هدف وطني وإنساني .

 

الشابتان هيلين إدريس وفرح جبور، كلية التمريض أجمعتا على القول: بأن اليوم مميز والطبيعة موغلة بالسحر والجمال, وتشعران بأنهما في رحلة استجمام رغم أنهما منشغلتان في غرس  الشتول الصغيرة وليس من وقت للتسلية والطعام, وقد زرعتا بضع غراس حيث توزع العمل على الجميع من الرفاق والأصحاب, والعمل الجماعي يثمر لترجع جبالنا عارمة بالخضرة والجمال وتكون متنزهاً للأجيال القادمة وتؤكدان أنهما ستعاودان الكرة غداً حتى نهاية حملة التشجير .

السيد غسان كبيبو، رئيس الوحدة الحراجية لربيعة أكد أن في خطتهم لهذا العام تحريج 1000دونم. ويتسع ل50ألف غرسة بدأ موسم التشجير ببداية شهر كانون الأول وينتهي بنهاية شهر آذار, وأشار بأن دائرة حراج ربيعة يتبع لها خمسة مخافر حراجية على الحدود الإدارية من بحيرة 16 تشرين وعين الزرق حتى خان الجوز والمنطقة الحدودية مع تركيا كما أن غابات الفرنلق تتبع لدائرة حراج ربيعة, وجبل الحرة بمساحة ألف دونم يحرج بأشجار منوعة بيد عمال الزراعة والفعاليات والجمعيات الأهلية, وقد زرعنا إلى اليوم حوالي 17ألف غرسة من الصنوبر الثمري و(الخرنوب, الغار) اللذين يخففان من وطأة الحرائق كما لها منفعة اقتصادية لسكان المنطقة .

لكن يبقى أن عمالنا في الوحدة سواء حرائق أو تحرير يعانون من العقود الشهرية التي فيها بعض التظلم لينفكوا عن عملهم بعد أن تزودوا بالخبرة والمعرفة التي نخسرها معهم .

السيد علي بكداش، سائق فرقة (السكرية) أشار أن أعمال الفرقة تنحصر في كل سنة على التشجير في موسمه, ولكن اليوم أتت فعاليات عدة بمناسبة عيد الشجرة. وكنا قد أمنا لفرع اتحاد طلبة الجامعة اليوم حوالي(1700- 2000) غرسة وعدة أدوات زراعية مثل المعاول والرفوش لكنها كانت قليلة بعض الشيء، ونساعدهم بتزويدهم ببعض الإرشادات وهم يشتغلون لتكون زراعتهم منتجة ومثمرة, كما أننا نقوم بالترميم لبعض الشتول بعد مغادرة المتطوعين ولهم منا الشكر.

هدى سلوم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار