الوحدة 30-12-2020
تعرّف اللغة: بأنها القدرة على الاتصال بالآخر, بما في ذلك أنواع الاتصال الاجتماعي والعقلي والثقافي, وهي القدرة على النطق والكلام وتوصيل المعنى للآخر الذي يفهمها. إن اكتساب اللغة بالنسبة للأطفال يتم بصورة متسلسلة وتدريجية غاية في البطء. وتؤكد الدراسات التجريبية لعلم النفس : أنه يستحيل اكتساب اللغة بدون وجود الطفل في وسط اجتماعي .
مراحل النمو اللغوي لدى الأطفال
يمرّ النمو اللغوي عن الصغار بأربع مراحل أساسية:
أولاً: مرحلة ما قبل اللغة: وهي مرحلة الصراخ , وتمتد من مولد الطفل حتى أسبوعه الثالث . هذه الصرخات تساهم في تمرين الجهاز الكلامي عند الطفل, ووسيلة لإشباع حاجاته ورغباته.
ثانياً: مرحلة المناغاة: وهي لعب عشوائي يهدف إلى ممارسة الأصوات وإتقانها بالتدريج , وهي وراثية تتسم بأنها منغمة وفق حالات الطفل الوجدانية ورغباته .
ثالثاً: مرحلة المحاكاة: يعبر الطفل بحركات وجهه عن كل ما يمر بخاطره, ويلعب بأفكاره قبل أن يتلفظها , وأنه بعد الشهر الثالث يبدأ بمحاكاة من حوله في إيماءاتهم وعبوسهم .
رابعاُ: مرحلة الكلام الحقيقي وفهم اللغة , وهي المرحلة التي يبدأ فيها الطفل بالكلام ويفهم مدلولات الألفاظ ومعانيها , ويظهر ذلك عادة في الأشهر الستة الأولى من السنة الثانية .
العوامل المؤثرة في اكتساب اللغة عند الطفل
أولاً: الذكاء: يرتبط المخزون اللفظي عند الأطفال ارتباطاً كبيراً بنسبة ذكائهم حتى إن بعض علماء النفس يتخذونه أساساً لقياس ذكاء الأطفال.
ثانياً: البيئة الاجتماعية: تشير الأبحاث إلى أن الأطفال الذين ينتسبون إلى البيئات الاجتماعية الجيدة يتكلمون تلقائياً, ويعبّرون بوضوح عن آرائهم.
ثالثاً: البيئة اللغوية: إذا اتصف محيط الطفل الأسروي بعيوب لغوية كتأتأة مثلاً, فإنها تنتقل إليه , وكذلك جودة اللغة وغناها.
رابعاً : المرض: بات واضحاً أن المرض الذي يصاب به الطفل في السنين الأولى من حياته يؤخر نموه اللغوي , ويرتبط التأخر اللغوي بنوع المرض والفترة الزمنية للمرض.
خامساً: السلوك المضاد: إن ازدياد إلحاح الآباء والسلوك اللغوي يزيد في تلكؤ الأطفال, ترددهم ومعاكستهم لهذا الاتجاه.
سادساً: الازدواج اللغوي: يلاحظ أن الأطفال الذين يراد لهم أن يتعلموا لغتين مختلفتين في سن مبكرة يتأخرون في تقدمهم اللغوي, ويرى ( تشومسكي) على العكس تماماً: بأن مرحلة رياض الأطفال هي العصر الذهبي لأن يكتسب الطفل أكثر من لغة لأن الكفاية اللغوية تكون في ذروتها .
سابعاً: الفروق الجنسية: توضح إحدى الدراسات على أن البنات يتميزن على البنين في القدرة اللغوية , ويوجع السبب في ذلك إلى وفرة الوقت الذي تقضيه الطفلة متحدثة مع أهلها في المنزل .
مقترحات
يكون نمو اللغة في المرحلة ما قبل المدرسة مذهلاً إذ ينتقل الطفل من لعثمة كلمة واحدة خلال السنة الأولى من عمره إلى البناء اللفظي الكامل في السنتين الرابعة والخامسة . ووجود الطفل في نسيج اجتماعي مع الاستعدادات الوراثية المهيأة يوفر الاكتساب اللغوي شأنه شأن أنواع السلوك كلها يتعلم بضرب من التعزيز, وإن مفردات الطفل تزداد بازدياد استعداد الراشد للتحدث إليه من جهة , وإلى أهمية نشاط الطفل في تعلم اللغة من جهة ثانية, وحتى يصل الأهل بأطفالهم إلى أفضل اكتساب لغوي ممكن يقترح ما يلي:
أولاً: تحتل الأم دوراً هاماً في ذلك فكلما شاركت الأم أمام طفلها في التحدث والغناء والمداعبة والمحاورة مع صغيرها تمتع الطفل بذخيرة لغوية أكبر واستخدام قواعد أصح.
ثانياً: جلب الكتب والقصص إلى المنزل, وتشجيع الطفل على القراءة ومناقشتهم حولها.
ثالثاً: نطق الحروف والألفاظ والكلمات بشكل صحيح أمام الأطفال والاستخدام القواعدي الصحيح . رابعاً: تشجيع الطفل في التعبير عن نفسه , وعدم السخرية من كلامه مهما بلغ في الخطأ والضعف.
خامساً: تقديم بعض الألعاب للأطفال تتضمن لوحات ومكعبات ينبغي الربط بينهما لفظياً وقواعدياً بشكل صحيح.
سادساً: السماح للأطفال بالتعبير عن أنفسهم إنشائياً وبكلامهم الخاص, والتصحيح غير المباشر لمواطن الضعف.
رفيدة يونس أحمد