البدء بالقرى الأكثر ارتفاعاً والأشدُّ برودة… توزيع مازوت التدفئة وقد سبقته السلحفاة

الوحدة 29-12-2020   


هكذا كان المفروض، أي البدء والانتهاء من المناطق الأشد برودة، أما في الواقع ففتح التوزيع في جميع المناطق الأقل ارتفاعاً وبالتالي الأقل برودة وضمن المدن وهذا الذي خلق المشاكل والمعاناة لدى الجهات المخولة بتوزيعه والشعور بالخيبة لدى المواطن الذي يعتبر أن مائة ليتر مازوت أبسط حقوقه وغير قادر أن يحصل عليها.

 فعندما قررت شركة سادكوب هذا العام توزيع مازوت التدفئة بدءاً من الريف القصي تفاءل المواطنون و(تعشموا) دفء الخبر، لكن ما أن بدأ التوزيع للوهلة الأولى والدفعة الأولى حتى أخذ يترنح بين الوعود والتسويف وفعلاً بدأت شركة سادكوب بتوزيع مادة المازوت بواقع مائتي ليتر لكل بطاقة في القرى البعيدة الأكثر ارتفاعاً وبرودة آخذة في الحسبان أن تتمكن من ذلك قبل بدء موسم البرد والثلوج، لكن حلم المواطن تبخر خيبة حتى أن بعض من تواصلنا معهم أبدوا امتعاضهم بأنه في عز البرد و لم يحصلوا على مخصصاتهم إذاً فمتى؟ هل في الربيع؟

في تقريرنا هذا حاولنا استقصاء القرى والكميات الموزعة وكالعادة بدأنا من آخر نقطة بريف جبلة والأكثر ارتفاعاً وبرودة فكانت بلدية الدالية التي أكد رئيسها السيد فواز عون أن نسبة تزويد القرى التابعة للبلدية لا تتجاوز 75 %  من عدد السكان إذ أن هناك قسماً لا بأس به ضمن بلدة الدالية وقرى التلازيق والنواقير والدليبية، في حين تم تزويد ذوي الشهداء والجرحى في كل القرى المذكورة، يذكر أن ثلث البطاقات التي تم تزويدها بالمادة قد حصلت على كمية 200 ليتر وهذا بدوره أحدث إشكالية كبيرة لنا مع المواطنين وكثيراً ما أضطر إلى الاستعانة بعناصر من شرطة المخفر للمساعدة ومؤخراً لم يعد يقبل بمساعدتي أي من المختار أو حتى عضو مجلس بلدي، من جهة ثانية تأتيني اتصالات عديدة من عناصر في الجيش على الجبهة من أبناء هذه القرى يعاتبونني بأن أطفالهم وأسرهم يعانون البرد.

وأضاف: لقد حصل مما تخوفنا منه العام الماضي، ففي العام الماضي بدأنا بالتوزيع من الشهر الثالث ووصلنا إلى الشهر 12 ولم ننته بعد، فها قد وصلنا إلى نهاية هذا العام ولم ننته من التوزيع ولا نستطيع تلبية المواطنين ويبقى قسم منهم.

في بلدية وادي القلع ذكر رئيس بلديتها السيد فداء أحمد أنه  مبدئياً تم الانتهاء من التوزيع لكامل أسر الشهداء والجرحى وقرية المشيرفة والقصيبية إلا حارة كاملة منها، لتبقى لدينا قرى كاملة لم تأخذ ليتراً واحداً وهي المشتية، القلع، فويرسات الشرقية والغربية، وحرف الساري، وسلمية وهذه القرى باردة جداً ويرتفع بعضها 800 متر عن البحر وعندما نذكر قضية الارتفاع عن البحر إنما لندلل على شدة البرد والمقارنة بينها وبين المناطق التي لا تنخفض فيها درجات الحرارة، والمقصود المدينة مثلاً.

في قرية بيت عانا أكد المهندس إبراهيم سلوم رئيس البلدية أنه تم توزيع مازوت التدفئة لكامل القرية.

في بيت العلوني التي تتبع لها خمس قرى كلها تعاني الطقس البارد  والتي ترتفع حوالى 900 م عن سطح البحر ذكر رئيس بلديتها السيد حبيب إسماعيل أنه ماتزال هناك ثلاث قرى تابعة للبلدية لم تحصل على المازوت هي: الزوبة، الزويبية، الكريدية مضيفاً أنه تمت تغطية 600 بطاقة وبقي 300 بطاقة.

في محور آخر وهو حمام القراحلة أكد السيد مروان شبانة رئيس البلدية أنه تم التوزيع بنسبة 55%  وبقي نصف قرية جيبول وكامل قريتي العريقيب ودرميني ومعلوم أن ارتفاع هذه القرى عن البحر يتجاوز 800 م يعني أنها باردة جداً ومتى يزودوننا بالمادة نحن على استعداد بتوزيعها ولو كانت الساعة 12 ليلاً أي أن المشكلة ليست عندنا.

 وحول تزويد ذوي الشهداء والجرحى ذكر شبانة أنا أوزع للجميع، للقرية كلها شهداء وغير شهداء.

وبالاتجاه شرقاً إلى بلدية بسنديانة ذكر رئيس بلديتها الأستاذ علي سليمان  أنه تم التوزيع في قريتي خرايب سالم وبسطوير تم الانتهاء من التوزيع مبدئياً في قريتي بسطوير وخرائب سالم وهاتان القريتان  ترتفعان أكثر من 900م عن سطح البحر بالتالي درجات الحرارة فيهما متدنية جداً  وتقارب الصفر في معظم أيام الشتاء، كما وتم التوزيع لقريتي بسنديانا ودوير بسنديانا لنفاجأ مؤخراً وجود ما يقارب المائة بطاقة دون تعبئة وهذا وضعنا في مواجهة مع شركة سادكوب التي تصر على أنه تم الانتهاء من التوزيع في بلديتنا وبالتالي لن يتم تزويدنا بالمادة مجدداً فصرنا بمواجهة الأهالي.

في دوير بعبدة قال السيد حسين الموحد رئيس البلدية تم التوزيع لنصف القرية فقط وبالبداية كانت التعليمات بتوزيع مائتي ليتر ووزعنا وفيما بعد تم تخفيض الكمية لمائة ليتر وهذا أحدث إشكالية كبيرة لدينا فلو سُمح لنا من البداية  بتوزيع مائة ليتر لكل بطاقة لتمت تغطية غالبية البطاقات وخلق نوع من الارتياح لدى جميع الأطراف.

وإلى بلدية زاما  حيث ذكر السيد عدي العلي رئيس البلدية أنه تم  الانتهاء من توزيع مازوت التدفئة ضمن مجال عمل بلدية زاما وإيصال مادة مازوت التدفئة لكافة الأسر.

في الختام : كان تواصلنا مع رؤساء البلديات حصراً كونهم هم المخولون بالتوزيع ومعرفة الكميات الموزعة وذلك نزولاً عند شكاوى واتصالات العشرات من أبناء تلك القرى للاستفسار ومعرفة متى وكيف سيحصلون على مائة ليتر مازوت، والبرد قد نخر عظامهم، فهم في قرى باردة والجميع يعلم أن لا خيارات أخرى أمامهم للحصول على الدفء في ظل غياب الكهرباء والغاز وحتى الحطب الذي صارت أسعاره فوق قدرتهم الشرائية ناهيك عن تشدد القوانين مؤخراً بخصوص التحطيب الذي وإن سُمح به بقي محصوراً بفئة معينة، فسيدة أرملة لديها أبناء صغار أو شخص كبير بالسن كان امرأة أو رجلاً ليس بمقدورهم التحطيب لذلك لم يبق أمامهم سوى هذه المائة ليتر من المازوت والتي يرون الحصول عليها أشبه بالمستحيل.

أما رؤساء البلديات فكانت لهم معاناتهم، الجميع أكد أنهم يسمعون السباب والشتائم والكلام المزعج بحقهم بآذانهم، وصرنا مجبرين على إغلاق هواتفنا لأننا لا نملك ردوداً لتساؤلات المواطن، إضافة لحدوث حساسيات وحتى عداءات مع البعض، أحدهم قال: نعامل وكأننا نملك محطات وقود أو مصافي نفط ، وآخر قال: صرت أكره اليوم الذي يبعثون فيه المازوت من شدة التعب والصراخ والمواطن دائماً على حق، هذه حقوقهم ولا ذنب لنا بذلك، كما وأبدى الجميع استغرابه لماذا تم وضعنا نحن والمخاتير بالمواجهة مع المواطن، وهناك وسائل كثيرة للتوزيع غير هذه الطريقة، فمثلاً اعتماد الرسائل مثل الغاز، كما أنهم أي رؤساء البلديات من البداية اقترحوا توزيع 100 ليتر للجميع وإذا ما توفرت لاحقا توزع المائة الثانية ورُفض اقتراحهم، لذلك ناس أخذت مائتين في البداية وناس أخذت مائة وهذه أيضاً خلقت مشاكل وحساسيات ضمن القرية وحتى الحارة.

نحن بدورنا نتمنى ونأمل ألا يتأخر التوزيع أكثر من ذلك.

آمنة يوسف

تصفح المزيد..
آخر الأخبار