الوحدة 29-12-2020
أن نحب.. وكيف نحب.. هنا المشكلة، وكأننا لا نعرف!..
ويظهر فشلنا بقوة حين نعجز عن تربية أطفالنا.. وعجزنا حين نكون القدوة, ونحن بحاجة إلى قدوة.
محبة الوطن تبدأ بالتفاصيل الصغيرة.. الحب ليس شعارات, ولا كلمات غزل.. الحب بالعمل.
أن نحب أنفسنا يعني أن نهتم بنا, بالمكان الذي نعيش فيه, بالشارع الذي نمر منه, بالحي, بالمدينة..
إذا عجزنا عن إحياء الذوق العام لدى الكبار, فكيف بالصغار.. وقد عجزنا.. هو الواقع..
الكبير.. يرمي عقب سيجارته أمامك على الرصيف, وحيث يمضي بكل ثقة, ولا يرمش له جفن..
المرأة, والرجل… الكل يرمي كيس قمامته في كل الأوقات, كيس مفتوح فوق رصيف أو عند أقدام شجرة تقف بصبر وأناة.. وتعبث الرياح بالأوساخ, لتنتشر, وتتكاثر الحشرات و.. و..
على الرصيف البحري بطرطوس.. أشباه رجال يكسرون المقاعد لأسبابهم الخاصة جداً..
اليوم.. معظم المقاعد الخشبية مكسورة, وخاصة الواقعة بجانب أكشاك تعمل كمقاهي متواضعة, تضع بضع طاولات بلاستيكية, وتتصاعد الموسيقى لتجذب الزبائن..
لقمة العيش مغمسة!..
منظر شباب يركبون المقعد.. يصنعون من المسند مقعداً, ومن المقعد مداساً لأحذيتهم, وأقدامهم الملوثة, ولقهوتهم التي قد ترمى على المقعد دون اكتراث, وبجانب المقعد ما رموه من كاسات كرتونية, أو بلاستيكية فارغة, ومضوا بثقة.. فرحين!
مشاهد على الكورنيش البحري تؤذي, وتدعو للعجب العجاب حيث ترى القمامة في علبة هاتف أو في عمود كهرباء.. علب مفتوحة للريح, وللقمامة!
لا تستغربوا.. الصور المرافقة للمقال تحكي..
وهناك.. في حديقة الطلائع وعلى رصيف مجاور لها تتجمع القمامة ولا أحد يرى!
الكل يجلس بجانبها, وفيها, يتحدث, ويشاهد, ولا يرى.. قد ينظف المكان مرة في العام.. لكن المشاغبين موجودون دائماً.
داخل السور وبجانبه أيضاً فناجين قهوة ورقية, وبلاستيكية مرمية بثقة..
شربها صاحب بمزاج, ومضى, أو جلس للاستمتاع بالمكان!..
لو شاهد هذا المزاجي رجل النظافة الذي يكنس الأوساخ بمكنسة قديمة تحت المطر, وفي البرد أو الحر.. يجمع المتناثر من أوساخ أهل الحي بيدين عاريتين, وأوراق الأشجار الصفراء المتناثرة يضمها إلى صدره كي لا تقع, ويعود لجمعها, ويدسها في أكياس..
سعاد سليمان