حالمون على قيد الحياة..

الوحدة: 27-12-2020

 

 

ها هو ذا عامنا العجائبي يجمع أشياءه المبعثرة يمنة و يسرة، يخرج ما بقي من وقت قاس حمله في حقائبه التي جمعت كثيراً من الأحداث الدراماتيكية، شديدة الغرابة، ويهلّ علينا العام الجديد، غير واضح المعالم، يسرع إلينا بخطوات موتورة أو ربما حائرة، هكذا هي الحياة لا مزاجاً ثابتاً لها، ولا مسافات سوية، تسرف في إيلامنا تارة أو تمنّ علينا ببعض من فرح تارة أخرى.

 عامنا هذا كان مثقلاً بالوجع وبالحوادث النادرة على امتداد كوكبنا الأزرق، جاءنا بأشد الوقائع غرابة وأبدع في إرباكنا وإدهاشنا يوماً على صدر يوم، ومع الساعات القليلة المتبقية من هذه السنة الكبيسة، لم يعد بإمكاننا إلا التمني بانقضاء أجلها الأخير، حيث توقفت أرواحنا عن الحلم، وقلوبنا عن حنينها المحموم، سنة لا كباقي السنين بمرها الطافح وحلوها الضنين، في زمن واجم لا يمهلنا كثيراً من الوقت لنحتفل بفرحة مباغتة ولا بغفوة حلم تمنحنا قليلاً من إكسير السعادة تحملنا على قيد البقاء. الحلم بغد أجمل ولو قليلاً هو قدر محتوم علينا، ربما من الصعب أن يتحقق في ظل تخلي كثير من البشر عن فطرتهم الإنسانية وانحسار الرحمة من قلوبهم، لكن لا خيارات أخرى سوى التمسك وبشدة بحبل رفيع من الأمل، علّه يرفع عندنا عقيرة التحمل و مقاومة الوجع والإحباط، عندما أتجول ليلاً في مدينتي البحرية الوادعة أرقب خطوات الناس وبعضاً من وجوههم المتعبة، وتحملني الذكريات إلى ماض قريب، رباه..! ما كل هذا الحزن والألم المطبق على الأرواح؟! كم نحن بحاجة حتمية إلى جرعات مكثفة من الأمل والفرح والحنان، هي ذي أمنياتنا، وذاك هو رجاؤنا بعام آت، مفعم بكثير من الحبور وطمأنينة البال، عام على أهبّة الرحيل وعام قادم نرجو الأقدار أن تقيّض لنا مساحات أرحب من السلام الروحي وكثيراً من مواسم السعادة.. حالمون على قيد الحياة وشموس عام جديد.. كل عام و بلادي الغالية بألف خير.

نور محمد حاتم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار