الشجرة رئة الطبيعة فكيف نحافظ عليها؟

الوحدة 23-12-2020

الخميس الأخير من كل عام يصادف عيد الشجرة في سورية، ومع اقترابه أقام المركز الثقافي العربي في طرطوس بالتعاون مع جمعية سنديان للبيئة ندوة حول أهمية الشجرة والتشجير شارك فيها شذا عمران- علي جوهرة- سهاد علي- ونجوى علي.

المحاضرون في الندوة تحدثوا عن أهمية الغطاء النباتي في حفظ التوازن البيئي واستخداماته العديدة في الطب البديل، وكمصدر غذائي غني لكثير من الحيوانات البرية… ويعتبر القاعدة الأساسية في الهرم الغذائي لجميع الكائنات الحية لاحتوائه على كافة أنواع النباتات التي تمتص خلال عملية التمثيل الغذائي ثاني أوكسبد الكربون، وتنتج الأكسجين الضروري للتنفس فيحد بذلك من ظاهرة الاحتباس الحراري، وينقي الجو من الغازات السامة والغبار والمواد الضارة، ويمنع ظاهرة التعرية وانزلاق التربة والتضاريس وما يعقبه من أضرار بيئية واجتماعية واقتصادية…

في العقد الماضي واجهت سورية مشكلة تدهور الغطاء النباتي في المناطق الساحلية خاصة لاختلال العلاقة بين الانسان والبيئة، وازدياد عدد السكان والتقدم التكنولوجي الذي حال إلى ازدياد الطلب على الموارد البيئية الطبيعية ما أدى إلى استنزافها وتخريب نظمها من ناحية تربية الحيوانات والرعي الجائر، أو من ناحية قطع الأشجار سلباً وعشوائياً لاستخدامها في أغراض تجارية كالفحم والأثاث المنزلي…

أحد أكثر الأسباب أهمية هجرة السكان إلى المدن وإهمال الأراضي الزراعية وتدهورها…

جمعية سنديان والتي كان لها اليد الطولى بتكثيف نشاطات غرس الأشجار في المناطق والغابات التي تعرضت للنار والحرائق قامت بحملة تشجير بموقع التفاحة ريف الدريكيش بالتعاون مع دائرة حراج طرطوس وبمشاركة المجتمع الأهلي، وحملات التشجير هذه تستهدف محافظة طرطوس مدينة وريفا كون الحرائق طالت في أغلبها الغابات والمزارع  المتواجدة فيها… أراضي صافيتا مثالاً ( 7325) دونماً…

ختام الندوة كان للحوار الباب الأجدى والأنفع من خلال ما طرح من أعضاء الجمعية.. السيدة شذا عمران عضو مؤسس جمعية سنديان بينت بأن الشجرة (رئة الطبيعة) تعرضت للقطع الجائر في الساحل السوري لأجل التدفئة ولكن هذا لا يقارن مع الحرائق المفتعلة من الإنسان ذاته حيث تقطع الأشجار المفيدة وبشكل جائر وتجمع بكميات كبيرة، وتحدثت عن وجوب الحفاظ على ما تبقى من الشجرة كي تعود للحياة مرة أخرى ولكن هذه الثقافة غير موجودة عند معظم الناس وواجب علينا كجمعية بيئية نشرها كي لا يعم الضرر..

السيد محمد سليمان إبراهيم وضح بالأرقام حجم الضرر الهائل الحاصل جراء الحرائق المفتعلة هذا العام تحديداً حيث تشكل الغابات بما يعادل 4 مليارات هكتار أي 3 تريليون شجرة موزعة ب 389 شجرة لكل شخص وكل شجرة تقدم خدمات بيئية واقتصادية بمعدل 40 % من أشكال الحياة لكن في سنوات الحرب أضحت 75% من غابات سورية مندثرة حيث احترقت 3 ملايين شجرة خلال ال 2020 كانت تقدم 420 مليار دولار في السنة للدولة السورية.. واستطرد قائلاً: يجب علينا كجهات معنية تحويل الجانب الفكري والثقافي لقيمة مادية ونقدية… حتى لا يزدهر اليباب في البلاد.. ولا يردد (بأي حال عدت يا عيد) العباد يبقى الأمل والمأمول معقود على كافة الجهات المعنية وعلى رأسهم المجتمع الأهلي بعودة اللون الأخضر للمحافظة، وبمحاسبة فاعلي ومفتعلي الحرائق اليوم وغداً…

نعمى كلتوم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار