التعليم عن بعد ما بين الحاجة والاحتياجات

الوحدة: 21- 12- 2020

 

عندما بدأت عملية تطوير المناهج التربوية في سورية سمعنا العديد من الأصوات التي نادت معارضة للتغيير والتطوير خوفاً على نهجهم التلقيني ثم سارت سفينة التطوير بين الأمواج المتلاطمة لترسو في ميناء آمن وتفرغ حمولتها الفكرية وفق المعايير والجودة الشاملة وتحقق المعايير الوطنية وتحقيق الاتجاهات الرئيسة لعملية التعليم والتعلم في الميدان (أتعلم لأعرف  وأتعلم لأعمل وأتعلم لأحقق ذاتي وأتعلم لأتواصل مع الآخرين).

وحملت حقائب تدريبية للتدريب على التقويم والقياس التربوي والاستراتيجيات والطرائق الحديثة ومنها استراتيجية الصف المقلوب التي حققت الأهداف واستمتع بها المعلمون في مواضع وفي مواضع أخرى عارضها البعض بحجة عدم توافر الامكانيات والأدوات وعدم إمكانية التطبيق.

وكانت المؤسسات التعليمية والمنظمات الدولية المعنية تتسابق لتأمين مصادر التعلم في عالم أصبحت أبوابه مشرعة ومفتوحة عن طريق وسائل التواصل المتعددة والمتنوعة.

اليوم يعيش العالم حدثاً خطيراً جعل من التعليم عن بعد الحاجة الأكثر إلحاحاً وربما هي الحل الوحيد والبديل المناسب في البلدان التي تتوافر فيها المقومات أو تلك التي لا تتوافر فيها.

فما هي المقومات اللازمة لتيسير عملية الانتقال إلى التعليم عن بعد؟

إن البلدان التي تتوافر فيها المقومات من الامتلاك الميسَّر للأجهزة وسرعة الأنترنت قد بدأت تعتمد في عملية التعليم على نموذج التعليم عن بعد وأخذت المنصات التعليمية تنتشر لتوفير بيئة مناسبة للتعليم المتزامن والتعليم غير المتزامن.

وفي سورية بدأت وزارة التربية عن طريق دائرة المعلوماتية ومنسقي المنظمات الدولية والمبادرات المختلفة بتأمين الكوادر الاختصاصية في مجال التدريب التقني لتزويد المعلمين بالمهارات اللازمة لعملية التعليم عن بعد كما  وفرت الوزارة أجهزة لوحية لطلاب التعليم المتمازج كما وبُدء العمل لتشكيل فريق اسعاف و طوارئ وتدخل سريع مهمته متابعة كافة المشكلات وايجاد الحلول والبدائل المناسبة لضمان سير العملية التعليمية التعلمية ونشر ثقافة و أهمية التعليم عن بعد لدى المعلمين والمتعلمين وأولياء الأمور.

ومن خلال ما لدينا من خبرات سيتم العمل على تحسين النواتج ووضع التصورات والسيناريوهات والخطط والبرامج اللازمة للانتقال الميسر والاستفادة القصوى من الإمكانيات المتاحة ضمن الظروف الميدانية الواقعية لمؤسساتنا ومجتمعاتنا التي تعرف أن خطر المرض والجائحة يوازي خطر الحظر وتعليق الدوام وإغلاق المدارس وانقطاع المتعلمين عن مناهل العلم والمعرفة والتزود من القيم والمهارات والمعارف التي تهدف إلى خلق مواطن صالح و انقطاع الجيل عن التعليم  سيسبب الجفاف لأشجارنا والتصحر لأرضنا واليباس لبراعمنا ونحن نطمح لبناء جيل من المفكرين القادرين على صناعة المستقبل الجميل والقادرين على إعادة الدور الحضاري لسوريتنا.

وفي سورية بوجود الإرادة والتكاتف والهمم يتحقق المستحيل ونقفز فوق كل الحواجز والعثرات التي وضعت لتوقف مدنا الحضاري وحركتنا للارتقاء والتطوير.

باسم إبراهيم شرمك

تصفح المزيد..
آخر الأخبار