في ظلّ شمعة تحترق!

الوحدة 16-12-2020

 

أعياد الميلاد على الأبواب, وهناك على رأس السنة القادمة تنبت أحلام متواضعة أكثرها (سترة الدنيا), وعدم الحرج أمام أبنائك, وأن يقدّرك الله على مائدة لا يغيب عنها الشواء كما درجت العادة!

بإمكانك أن تختبئ خلف مشكلة مفتعلة مع زوجتك, أو خلف (محاضرة صميدعية) تقنع من خلالها أولادك أن يوم 31 كانون الأول الجاري هو كأي يوم آخر فيما مضى, أو فيما سيأتي, وسيظهرون لك إنهم اقتنعوا, ولن يقتنعوا..

 أقسى عقوبة يمكن أن يتعرض لها أي ربّ أسرة هي الأسئلة الصامتة في أعين أبنائه: ألن(نشوي), ألن (نفرقع), أين الموالح, أليس اليوم هو عيد رأس السنة, لماذا ركبتم المدفأة ولا يوجد مازوت… إلخ.

يشهد الله أننا عوقبنا كثيراً, ولن نكون في جلسة محاكمة يوم 31 الجاري, وإنما أمام تنفيذ الحكم (ونيّال) من يستطيع أن ينام باكراً  ويجنب نفسه الكثير من وخزات الضعف والعجز!

الظروف القاهرة التي نعيشها جعلت الأب هو الحلقة الأضعف في الأسرة, كونه كان يستمد50% من قوته على الأقل من جيبه, وبالتالي فإنه فقدَ هذه الـ (50%) دون أن تكون له يد في ذلك, لكنه بكل تأكيد يعيش هذه الخسارة ألماً ووجعاً وحيرة أمام أسرته..

لا توجد حلول, وبذات الوقت لا يستطيع ربّ الأسرة أن يعتبر ذلك مخرجاً له خاصة إذا ما اقتحمت روائح الشهيّ من الطعام منزلك عنوة, ولا يستطيع أن يفعل أي شيء سوى القيام إلى النوافذ ليتأكد أنها محكمة الإغلاق!

حتى(الدجّالون) استكثروهم علينا, إذ كيف سنسمعهم, والكهرباء في أحسن حالاتها تأتي (2) وتغيب (4)!

سنقبض رواتبنا قبل نهاية العام بالتأكيد.. (خلّوا الدنيا تشتي بطاطا), اشتروا (فروجين) وبضع زجاجات (…) والعنوا الظلام كل أيام كانون الثاني2021!

لا حلّ غير ذلك, ولا أمل بأي شيء أفضل… اشتروا ابتسامة أبنائكم لساعات براتب شهر كامل!

بشار حمود

تصفح المزيد..
آخر الأخبار