تشجير ٤٨٨ألف غرسة بالتشاركية بين الحملات التطوعية ومديرية الزراعة

الوحدة: 13-12-2020

 

تتنامى أهمية العمل التطوعي في سورية وخاصة بعد الحرائق التي ألمت بمختلف المحافظات السورية ولما للشجرة من أهمية في حماية البيئة وصونها من التصحر والانجراف وزيادة الرقعة الخضراء وفي هذا الإطار وفي إطار الجهود الحكومية لإعادة إحياء الغطاء الحراجي وفي ظل الرغبة القوية لدى مؤسسات المجتمع المحلي والمنظمات الأهلية للمشاركة بحملات التشجير في المناطق الحراجية بين معاون رئيس دائرة الحراج بمديرية زراعة اللاذقية المهندس جابر صقور أنه تم اختيار بعض المواقع من ضمن خطة التخريج الاصطناعي المقررة لموسم ٢٠٢٠-٢٠٢١وتقسيمها إلى قطاعات لتكون مقاصد لتنفيذ الحملات الكثيرة التي تم تسجيلها لدى المديرية موضحاً أن المواقع المختارة هي مناطق محروقة خلال عامي ٢٠١٢-٢٠١٣ أثناء تواجد المجموعات الإرهابية المسلحة في الريف الشمالي لمنطقة اللاذقية حيث تمت دراسة هذه المواقع بعد تحريرها من الإرهاب لإعادة تأهيل المساحات التي لم يشاهد بها آثار التجدد الطبيعي نتيجة غياب الأمهات البذرية وتم استصلاح هذه المساحات على شكل مدرجات وتجهيزها للزراعة بالأنواع الحراجية المناسبة مع المحافظة على المساحات ذات التجدد الطبيعي.

وأضاف أنه تم خلال الفترة الماضية تنفيذ (11) حملة شارك فيها ما يقارب (٨٠٠) متطوع قاموا بزراعة (٩٠٠٠)غرسة حراجية من أنواع الصنوبر الثمري، الخرنوب، الغار، الروبينيا والكينا ضمن مساحة حوالي (١٦) هكتاراً موزعة على بعض المواقع المدرجة ضمن خطة التحريج الاصطناعي للموسم الحالي.

وعن عدد المشاركين ذكر أن من شارك في الحملات هم حزب الشباب الوطني السوري، جمعية سوق الضيعة، فريق الرحالة العربي السوري للمحبة والسلام، فريق ضوء سورية، فريق رحلة ودرب، الاتحاد الوطني لطلبة سورية (جامعة حلب)، الجمعية الوطنية لإنماء السياحة، مؤسسة الأولمبياد الخاص ومجموعة استكشاف سحر الطبيعة.

كما نوه المهندس صقور أنه يوجد كادر فني من دائرة الحراج يضم مجموعة كبيرة من المهندسين والمهندسات الاختصاصيين يشرف على تنفيذ الحملات التطوعية لافتاً أن مهمتهم تتمثل بشرح أساسيات التحريج وطريقة الزراعة وتنظيم العمل ضمن الموقع والإشراف المباشر على عملية التحريج بهدف الوصول لأكبر نسبة من النجاح مشيرا إلى أن هذا الكادر على أتم الجاهزية للمشاركة بجميع الحملات التطوعية خلال جميع أيام الأسبوع وفي أيام العطل.

من جهته أشاد رئيس دائرة الحراج في مديرية زراعة اللاذقية المهندس باسم دوبا بهذه الحملات والمبادرات التشاركية مبيناً أهميتها كونها تستهدف نشر ثقافة مجتمعية لتعزيز التوعية والسلوكيات البيئية بضرورة الحفاظ على البيئة من خلال حماية وتنمية الغطاء النباتي الأخضر وترسيخ قيمة الشجرة وتكريس مفهوم التطوع لدى فئات وشرائح مختلفة ومن خلالها أيضا تتيح للأطفال فرصة تعلم كيفية زراعة غرسة والعناية بها ورعايتها..

وقال إن ما يقدمه المتطوعون في حملات التشجير ربما يكون بسيطاً من حيث عدد الغراس لكنه كبير بما يحمله من معانٍ ورسائل ذات قيمة مضيفاً أن الفرق التابعة لمديرية الزراعة تقوم بحفر جور وإعدادها ليتم زرع العرائس فيها لاحقاً عندما تكون الظروف الجوية والمناخية مواتية من حيث انخفاض درجات الحرارة وهطول الأمطار موضحاً أنه تتم سقاية العرائس التي تزرع حاليا من قبل الفرق التطوعية بواسطة إطفائيات مديرية الزراعة.

وتابع دوبا أن مساحة التحريج المقررة ضمن خطة التحريج للموسم الحالي تبلغ (١٠٠٠) هكتار نفذ منها لغاية تاريخه (١٠) هكتارات وتشمل مواقع محروقة ومواقع متدهورة ومواقع مستصلحة بغية إعادة تأهيلها بينما الخطة المقررة لإنتاج الغراس ضمن المشاتل الحراجية بلغ عددها مليون غرسة منفذ منها ٤٨٨ألف غرسة وبين أن خطة الاستصلاح المقررة لهذا العام (٥٤٥) هكتاراً منفذ منها (٢٩٠) هكتاراً.

ولفت أن المساحة التي تعرضت للحريق هذا العام لن يتم وضعها ضمن خطة التحريج لهذا العام لأنها تحتاج إلى إجراءات ما قبل الزراعة كإزالة الأشجار المحروقة وتجهيز المواقع التي تحتاج استصلاح مشيراً إلى أنه سيتم إدراجها في خطة لاحقة.

وعن أنواع الغراس التي يتم تشجيرها ذكر أنها تشمل أنواع متعددة من الأشجار ذات قيمة غذائية ورحيقية وطبية والتي  تتناسب مع طبيعة منطقة زراعتها إضافة لكونها مقاومة الحرائق.

وبدوره أوضحت رئيس وحدة الإرشاد والتوعية في الإرشاد الحراجي في مديرية الزراعة المهندسة لطيفة قاسم أنه يتم تأطير عمليات حملات التشجير التطوعية ضمن الوحدة حتى لا تكون حملات عشوائية ويكون ذلك عبر الإعلان عن حملات التشجير للراغبين فيها ليتم التسجيل بشكل نظامي وبالتنسيق مع دائرة الحراج عبر بيانات محددة يذكر فيها اسم الفريق وعدد المشاركين ويتم تزويدهم بالمعلومات الضرورية وتخصيصهم بالمنطقة المراد التشجير فيها وعدد ونوع الغراس والموعد المحدد للتشجير مضيفة أنه تتعدد للفعاليات الراغبة بالتطوع وتتنوع بين فرق حزبية ورياضية وجمعيات أهلية ومحلية وحتى مبادرات فردية.

وأشارت إلى أن عملية التشجير تمر بأربع مراحل تقوم شعبة التحريج عبرها بتقييم مدى نجاح عملية التحريج ليتمكن المتطوع وحسب رغبته بمتابعة إعادة تأهيل الغراس إن لزم الأمر ونوهت أنه يتم وبشكل أسبوعي إرسال جداول لوزارة الزراعة بعدد المشاركين وعدد الحملات المنفذة.

وفيما يخص ما نفذته الجمعيات التطوعية أوضحت أن الجمعيات قامت بتشجير ما يقارب ٨٦٠٠غرسة تنوعت بين الصنوبر الثمري الخرنوب والكينا والروبينيا في الميدان والحفة (اللغلغية) وجبلة (بيت ياشوط) وناحية ربيعة- جبل الحرة وخربة سولاس وأرز لبناني في صلنفة.

ومن بين المشاركين أشارت مندوب جمعية سوق الضيعة زينة وليد إلى أهمية حملات التشجير لإحياء الغابات وزيادة رقعة المساحات الخضراء والحفاظ على الحراج والتنوع الحيوي والتوازن البيئي لافتة أن ذلك يتطلب تعاون بين المؤسسات المعنية ومديريات الزراعة وبين الجمعيات التطوعية .

وقال منتجب بركات مندوب جمعية استكشاف سحر الطبيعة: جزء صغير ومساهمة بسيطة نقدمها لأننا الطبيعة لنعيد لها جزء من جمالها الذي ذهب ضحية الحرائق وشكل ذلك ألماً كبيراً لنا وأضاف كل يقدمه حسب إمكانياته ونحاول بجهد بسيط المساهمة في إعادة الرونق والجمال لهذه الغابات المحروقة.

المتطوعان المهندسة المدنية انتصار حسن (وابنها الطفل علي شاهين) من جمعية استكشاف سحر الطبيعة أكدت أن حبها وولعها بالطبيعة دفع بها للمشاركة والتطوع في حملات التسجيل وهذا شكل دافعاً لابنها الذي ولد منظر الغابات المحروقة لديه حزناً كبيراً ودعا علي جميع الأطفال للمشاركة لتعويض العدد الكبير من الأشجار التي احترقت وعبرت الأم وطفلها عن سعادتها وهما يغرسان غرسة الروبينيا ويمهدان الحفرة حولها متمنين أن تنمو وتكبر وتصبح شجرة كبيرة يستظل بها ويستفيد منها.

(بدي أزرع غرسة حتى تكبر وتصير شجرة حلوة تزين الطبيعة وتحميها وتعطي هوا نظيف) هكذا تحدث علي بلهجته الطفولية البريئة.

محمد طالب جامعي مشارك شدد على أهمية التوعية بزراعة الشجرة ودورها في الحفاظ على البيئة والتخفيف من حدة التصحر والحد من أخطار الاحتباس الحراري وأكد على مدى مساهمة الحملات التطوعية في رفع حس المسؤولية لدى الفرد تجاه الوطن وغاباته وجباله وكل رقعة فيه.

ناصيف عبر عن عميق أسفه عندما شاهد الأشجار سوداء متعرية من خضارها وأثار المشهد بكاءه وآلمه الحال الذي آلت إليه الغابة ولفت أنه شارك وزملائه لتعويض الفاقد الأخضر قدر المستطاع.

يوسف صالحة عامل في الزراعة يقول: نساهم في إعادة تشجير المناطق المحروقة والجمعيات التي تشاركنا هي اليد الأساسية التي تقوم بالتشجير.

سمر شداد مهندسة مشرفة على الحملات أشارت إلى الروح العالية التي يتمتع بها المتطوعون والحس المتنامي بالمسؤولية والحماس الكبير لديهم تجاه الأشجار وعمق إيمانهم بجدوى العمل التطوعي وفاعليته.

وكما ذكر رئيس وحدة التحريج في شعبة قسطل المعاف المهندس عصام سليمان أن الجمعيات التي تقوم بالتشجير في موقع الميدان تقوم بعملها على قدم وساق وبكل حيوية حيث أنها حتى  تاريخه وبالتعاون مع عمال الفرق الموسمية التابعة لشعبة قسطل المعاف غرست ما يقارب ٤٠٠٠غرسة على مساحة ٨٠ دونماً بين صنوبر ثمري وروبينيا وكينا وخرنوب.

نجود سقور

تصفح المزيد..
آخر الأخبار