كورونا.. لعنة نساعدها على الاستمرار!

الوحدة 9-12-2020

كل همّ الناس العاديين هذه الأيام هو إغلاق المدارس، وكأن (كورونا) منتج تعليمي ليس إلا، وينتقدون ضعف (أداء الدولة) تجاه هذا الوباء من هذه الزاوية فقط!

كنّا ذات يوم نفاخر بـ (وعي) المواطن تجاه معظم الأزمات التي عصفت بنا، وكنّا نترك (مجالاً) للعودة، لأن ذلك (الوعي) كان متذبذباً، ومختلفاً حسب القضية التي نتعامل معها، إلا أن هذا (الوعي) لم يعد أكثر من (لفظة جوفاء) بالنسبة للكثيرين عندما يتعلق الأمر بالحديث عن كورونا…

يجلس أمامك، يحدثك عن خطورة هذا الوباء، وعن أهمية أن نحتاط له، ولا أحد يستطيع أن يقاطعه بالكلام، إلا (عطسات) متتالية ومتجددة، يتجاوزها بـ (حمد لله) ويعود ليتحدث عن (الوعي)..

يصدر قرار عن رئاسة مجلس الوزراء بمنع الدخول إلى أية جهة رسمية إلا بـ (الكمامات الطبية) فيبدي هذا الموظف أو ذاك دهشته: ونحن أيضاً!

أين الكمامة يا سيّد.. إنها هنا، ويدس يده في جيبه، أو تمدّ يدها إلى (جزدانها)!.

يعبرون.. ويعبرن باب المؤسسة، وكأن الالتزام انتهى، والكمامة تصبح في خبر كان!

هل نزيدكم من حالات الوعي؟

صيدلانية اتخذت (شكلاً) الكمامة كإجراء احترازي، تفتح علبة دواء (حوجلة) وتعدّ بيدها (20) حبة، وتضعها في كيس صغير، وتعطيها لسيدة عائدة لتوها من عند طبيب أطفال وصغيرها في حضنها! لم تعقم هذه الصيدلانية يدها، ولم ترتدِ قفازات ولا مَن يحزنون!

كورونا وباء وصل إلى حدّ (اللعنة) ولكننا بـ (وعينا) نقوّي انتشاره ونفتح له ما عزّ عليه، وأبشع ما فيه، وما في الحديث عنه، أننا حين نذكر عد الإصابات اليومية، فإنما نفعل ذلك باستخفاف بـ (الرقم الرسمي) وندعي المعرفة بأن عدد المصابين هو أضعاف ما يتم الإعلان عنه، وكنّا سنعتبر هذا التشكيك إيجابياً لو أنه دفعنا إلى مزيد من الاحتراز ولكن هذا الأمر لا يحصل!

المناعة لا تبنى في يوم وليلة، وإجراءات الوقاية قد تخفف من حدة هذا الوباء، والدولة كمؤسسات لا يمكنها تتبع كل فرد، و(الوعي).. نعم الوعي الحقيقي، مدخل حقيقي وآمن وفعّال لمواجهة كورونا، خاصة مع استحالة العودة إلى شعار (خلّيك بالبيت) لأنه لا أحد قادر اقتصادياً على فعل هذا الأمر والالتزام به..

غيث حسن

تصفح المزيد..
آخر الأخبار