الوحدة 8-12-2020
السنوات الأولى مهمة جداً من عمر الطفل حيث ينشأ ويترعرع في كنف الأسرة وفي ضوء أساليبها التربوية فتتكّون شخصيته وتتجدد سماته النفسية والسلوكية، لكن بعض الأهالي يجهلون أهمية هذه المرحلة العمرية ويتبعون أساليب تربوية خاطئة تنعكس سلباً على شخصية الأبناء وتؤدي لاضطرابات سلوكية ترافقهم إلى مراحل عمرية متقدمة. حول الأساليب التربوية الخاطئة تقول المربية لانا: بعض الأهالي يتبعون أساليب خاطئة في تربية أبنائهم نتيجة جهلهم بطرق التربية والتوجيه السليم واتباعهم الأساليب المتوارثة التي تربوا عليها والتي لا تتناسب في هذه الأيام، وهناك الخوف الزائد من الوالدين على الطفل وخاصة إذا كان الطفل الأول أو الوحيد أو المتوسط ما بين البنات أو العكس تماماً حيث يقومون بأعباء الطفل وواجباته المدرسية واختيار ملابسه وأصدقائه وطريقة لعبه والطفل بشكل عام يجب أن يشعر بالحب والحنان واهتمام المحيطين به، ولكن الحماية المفرطة والحزم عليه تصبح خطراً على مستقبل الطفل وتفقده صفة الاستقلالية وحسن التصرف وعدم الاستقرار وانخفاض قوة الأنا واضطرابات في العادات والسلوك تظهر عليه كقضم الأظافر أو الغضب الشديد والتوحد أحياناً. هناك نوع خاطئ من التربية وهو أسلوب التفرقة والألم النفسي هذا ما قاله السيد عبد الرزاق متابعاً، ويظهر أسلوب التفرقة عندما يلجأ بعض الآباء إلى التفرقة بين الأولاد في المعاملة بسبب جنس الطفل أو ترتيبه بين أخوته أو لأنه يحمل صفات مميزة مثلا الأذكى والأكثر نباهةً فيولّد لدى الآخرين شعور بأنهم غير مرغوب بهم وينتابهم إحساس بعدم الأمان وغير محبوبين فتتملكهنّ مشاعر الغيرة والكراهية وثورات الغضب والميل للعدوانية والتخريب وضعف الثقة بالنفس، وهناك بعض المواقف المثيرة للألم النفسي لدى الطفل كإشعاره بالذنب كلما أقدم على سلوك غير مرغوب فيه من خلال تحقيره والتقليل من شأنه ونقد سلوكه والبحث عن أخطائه والتذكير بها دائماً واستخدام عامل الإخجال والتهديد بعبارات تنمي في نفس الطفل عقدة الشعور بالذنب فينمو مثقلاً بالأفكار السلبية الغير سوية ،ويبدأ ضميره بمحاسبته على كل حركة صغير أم كبيرة ، والتهويل على أبسط الأخطاء فيشعر الطفل بوخز الضمير في جميع تصرفاته وأفعاله إن كان مخطئاً أو غير ذلك. أخيراً: يجب العمل على خلق علاقة من المودة والتعاطف والتعاون بين الأبناء والمساواة بينهم وعدم إظهار الحبّ والرعاية الزائدة لولد دون الآخر.
معينة أحمد جرعة