العلاقات السلبية وأثرها على حياة الفرد

الوحدة: 7- 12- 2020

 

إن العلاقات الاجتماعية لها دورها الفعال في حياتنا، فهي إما أن تكون إيجابية، قادرة على دعم الإنسان معنوياً، وإعطائه الشعور بالسعادة والطمأنينة، وإما أن تكون سلبية غير قادرة على منحه ما يسعد به، وهنا توقفنا مع مجموعة من الباحثات الاجتماعيات كي نسترشد بآرائهن حول العلاقات السلبية وأثرها على الفرد:

الباحثة في علم الاجتماع السيدة بتول، تقول: للعلاقات السلبية أو السامة العديد من النماذج، نذكر منها: العلاقات التي تتصف بالشخصيات النرجسية، فهي تعمل على استنزاف الآخر على المستويات كافة، إذ إن الشخص النرجسي حين يكون في علاقة معينة، فإنه لا يرى إلا نفسه، ففي نظره أن كل ما يقوم به هو أفضل وأجمل ما يكون، ويرى أن من واجب شريكه أن يظل شاكراً لمن جمعه به.

ومن نماذج العلاقات السامة أيضاً، العلاقة مع الشخصيات الاتكالية، وهي تتحدد في اعتماد أحد طرفيها بصورة كاملة على الطرف الآخر، إذ إن هذا النوع من الشخصيات يكون غير قادر على تحمُّل أي مسؤولية مهما كانت بسيطة.

وهناك أيضاً الشخصيات السيكوباتية، وهي علاقة تتصف بجلب الأذى للطرف الآخر، فقد تبدو الشخصية السيكوباتية للوهلة الأولى إيجابية، لكنها في الحقيقة لا تعطي أي أهمية لأي أحد، إذ إنها تعمل على إيذاء ذاتها والمحيطين بها، إلا أنها قادرة على خداع سواها من خلال التلاعب بالكلمات المعسولة والمواقف والتصرفات غير الواضحة.

المحاضِرة في مجال التنمية البشرية السيدة سهام تقول: من المؤسف أننا ننخدع أحياناً في علاقاتنا، سواء أكانت مع الشريك أو الصديق أو الزميل، فهناك من الأشخاص الذين ينشرون ما يشبه السم في تواصلهم مع سواهم، وذلك من خلال إزعاجات عديدة متمثلة في النكد، أو الحسد، أو الحقد، أو التحكُّم غير المقبول، وفي الأنانية والرغبة والهيمنة، إن العلاقات السامة تؤدي إلى إضعاف الثقة بالنفس، وتهديم السعادة، والقضاء على الطاقة الإيجابية، ومن الطبيعي أن ندرك أن العلاقات الصحية من شأنها أن تشعرنا بوجودنا وأهميتنا، وأن معظم أفعالنا هي محل رضا واحترام، وأخيراً يمكنني القول: إنه حياتنا ينبغي أن تكون قائمة على العلاقات المثالية المريحة البعيدة عن أي توتُّر أو إزعاج، فالمجتمع الراقي يقاس بمدى صحية العلاقات المتواجدة فيه.

المرشدة الاجتماعية، السيدة حسناء تقول: من الطبيعي أن يعجز الإنسان عن العيش بمفرده، فهو لا يستطيع أن يستقل بعقله وجسده وروحه دون علاقات ناجحة تدعم حياته وتفكيره ومسيرته، فنحن ندرك تماماً أنه ليس هناك علاقة كاملة، لكن بحكم طبيعتنا البشرية القائمة على الأخذ والعطاء، وعدم القدرة على الانعزال، فإننا نبحث عن التواصل بشتى الطرق، ومن المؤلم أننا نستقبل أحياناً أشخاصاً يقتحمون حياتنا، ونستمر معهم على الرغم من قناعتنا التامة بأن هؤلاء الأشخاص لم تكن مهمتهم سوى إزعاجنا، وإبعادنا عن الراحة والأمان، وهذا ما يعرف بالعلاقات السامة أو العلاقات السلبية، لذلك علينا أن نعمل قدر الإمكان على التحقق من أي شخصية قبل أن تتواصل معنا، وإن كان هذا الأمر يتطلب بعض العناء أحياناً، والكثير من التأني، وعدم الاستعجال في الحكم على الطرف الآخر.

د. رفيف هلال

تصفح المزيد..
آخر الأخبار