فريق بناء المهارات عند أطفال الشير

الوحدة : 3-12-2020

ليس بجديد عليهم أن يصبّوا جلّ اهتمامهم على أطفال معوقين وليست المبادرة الأولى عندهم، فلطالما كان في جعبتهم وخططهم نشاطات وأعمال لهم وفي ترحالهم وطوافهم بين المدينة والريف حتى تكون لهم محطة اليوم وضمن مهرجان يوم الثقافة في مركز الصم والبكم في الشير .حيث انكبّ الجميع وانهمكوا مدربين وأطفال في أشغال استحوذت منهم العين واليد قبل الأذن واللسان، فترى تلك القلوب الصغيرة قد أشرقت فرحاً والعيون تبرق بالآمال . معهد الصم والبكم يستقبل الأطفال من سن 4سنوات روضة وحتى سن 18 سنة ثانوية، وينالون نصيبهم وفرصهم في التعليم ضمن منهاج التربية، وفيه قسمان داخلي وخارجي، حيث يأتون بالطلاب صباحاً من المدينة ويرحلونهم أيضاً عند المساء بباص ينقلهم بالذهاب والإياب مجاناً كما أن القسم الداخلي يستوعب أطفال معوزين ومهجرين وأماكن سكنهم بعيدة يستحيل عليهم الوصول والدوام كل يوم فيأتون للسكن خلال الأسبوع كله من الأحد للخميس لينصرفوا مع أهاليهم وذويهم يقضون العطلة معهم ثم يرجعون، ولهم المنامة والمأكل والمشرب وهم يستحقون كل رعاية واهتمام ليكون لهم قرصهم ومستقبلهم كما غيرهم من الأسوياء . المدربة نيفين حيدر_فريق بناء مهارات الحياة قالت : زرنا مركز الشهيد قسورة محمد الشيخ للتربية الخاصة للمعوقين سمعياً باللاذقية، وبلغ عددهم حوالي 58 طالباً وطالبة، ولم نستثن منهم أحداً فلهم جميعهم جئنا لنمضي بعض الوقت معهم ونعلّمهم بعض الأشغال والمهارات كما غيرهم من الأطفال وكان يوماً متميزاً لنا ولهؤلاء الأطفال ولم نحس بالوقت ليمضي النهار ، اجتمعنا بهم في صالة الاجتماعات بمركز الشير حيث قسمنا الأولاد لأربع مجموعات وكل منها اختصت بنشاط مختلف عن الأخرى فكان لكل منهم رغبته : المجموعة الأولى عرض عليهم فيلم صامت بعنوان البالون الأحمر وفيه المتعة والقيمة وكل الجمال الذي تفشى على وجوههم البريئة، والمجموعة الثانية جاؤوا فيها على تصميم شجرة الميلاد مع المدربين بالورق الملون الذي تطاير بين أيديهم، ليتعلموا قصة ويحصلوا على أشكالهم التي يرغبونها واكتسبوا الخبرة اللازمة بهذا المجال .

وفي المجموعة الثالثة تعلّموا صنع أشكال من الأسلاك المعدنية الناعمة والتي استولت على اهتمامهم وبدا ذلك بانشغالهم في الفك وتجعيد السلك وبالخرز الملون وكانت النتائج أعمالاً جميلة فمثل هذه الأعمال يتفاعلون معها بشكل إيجابي كبير نتيجة ميولهم لها . أما المجموعة الرابعة فكانت لأعمال الكروشيه من خيوط الصوف الملون وبسنارة واحدة ليقوم بصنع أسوار وحلّي وضعوها بأياديهم بعد نسجها وتصويرها وقد لاقت كل أعمالنا عند هؤلاء الأطفال الترحيب والاهتمام، وكل المدربين معنا أبدوا رغبتهم بالرجوع إليهم في أيام قادمة فقد شغل هؤلاء الأطفال مكاناً في القلب والوجدان، فقد أحسست بهم وما يختلج بصدورهم خاصة عندما أمسك بيدي أحد الشباب وشدني برجاء للداخل لأرى أعماله وأبتسم وهو يضع يده على صدره امتنان. السيدة آمال طوبال –رئيسة فريق بناء مهارات الحياة أشارت بأن الفريق خلال مهرجان يوم الثقافة قام بعدة نشاطات استهدفت أطفال ويافعين في بعض المدارس والبلدات والتي بدأت بحملة التشجير (بدل الشجرة منزرع عشرة) وقالت : ثم كانت فعاليات متنوعة وأنشطة هادفة لطلاب مدرسة حطين في الرمل الجنوبي وقد رافقنا فيها كل من الدكتور حمدي موصلي( ناقد مسرحي والأديب محمد وحيد علي كاتب قصص للأطفال وهو ما زاد فعالياتنا قيمة وفائدة وأعطاها منهجاً ودراسة، ونشاطات أخرى وكرنفال في قرية كلماخو. شارك فيها أبناء القرية ومدرستها من أطفال ويافعين اجتمعنا في صالة التعزية للقرية وهو مكان كبير وجميل وفيه الكراسي والطاولات ونحن حملنا لهم القرطاسية والألوان والأوراق ليكون لهم فيها تسلية وفائدة وإنتاج، أما اليوم الأخير فقد وصلنا فيه إلى معهد الشير الذي كان لأطفاله بأعمالنا نصيب من مهارات وخبرات, والفريق لا يتوقف على عمل ليوم أو أيام فهو مستمر بالنشاط ولأطفالنا إنتاج وفيهم مواهب تستحق التشجيع والجوائز وهو ما يكون في مسابقات وزارة الثقافة كل عام ونحن على استعداد للعام القادم.

هدى سلوم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار