الوحدة 25-11-2020
خلال عقود من المراقبة لحركة القواعد الكروية في نادي جبلة، رأينا حجم الظلم الواقع على هذه الفئات، ولاحظنا الكم الهائل من التغييب و السلب لتفاصيل أساسية في كرة القدم، مما جعلها تتأرجح دائماً ،و تتذيل ترتيب أندية المحافظة (إلا ماقل وندر)، بالرغم من وفرة المواهب، وسريان عشق الكرة في شرايين أبناء المدينة.
يعرف الجميع أن الفئات العمرية للنادي الأزرق تخوض منافسات بطولة المحافظة خارج ملعبها(قسراً)، وتُجبر على السفر إلى ملاعب المدينة الرياضة في اللاذقية كي تلعب (ذهاباً، وإياباً) مع المنافسين الذين يلعبون ذات البطولة على ملعبهم وبين جماهيرهم وذويهم في ملعب خبروه وعرفوه جيداً، على عكس ضيفهم الجبلاوي المضطر دائماً للغربة كي يقدم نفسه كلاعب صاعد، مما يقلل من أهميته تجاه نظرائه، ويحرمه من نصف المشوار نحو تحقيق النتائج الجيدة.
في كل بلدان العالم وحتى في بلدنا، يُعتبر صاحب الأرض متفوقاً على ضيفه بعاملي الأرض والجمهور، فيعوض كثيراً من الفوارق الفنية بهذه العوامل، ويدفعه هواء ملعبه، وصرخات جماهيره إلى قلب الطاولة على منافس قوي، وتحقيق نتائج أكبر من مستواه الفني، فما بالنا بأولئك الأطفال الذين يُحرمون من هذه العوامل، ويخسرون تشجيع أهاليهم و أصدقائهم، لأن قطع مسافة قد تصل إلى سبعين كيلو متراُ(ذهاباً وإياباً) ليست هينة، وسيفضل كثيرون انتظار سماع النتيجة بعد انتهاء المباريات.
في سياق الظلم الذي نتحدث عنه، تبرز مسألة تحكيم مباريات هذه الفئات، فالقائمون على قواعد كرة القدم في نادي جبلة يرددون شكواهم من التحكيم في معظم المناسبات، ويقولون بأن معظم حكام المباريات ينتمون إلى حيز جغرافي قريب من مدينة اللاذقية، وربما يعمل بعض هؤلاء ضمن أندية المحافظة، مما يحرك عاطفتهم نحو من ينتمون إليهم، أو تربطهم بهم علاقات مميزة بحكم الجوار، فتأتي صافراتهم مجافية للحقيقة والحق، والدلائل كثيرة، ومشهورة تاريخياً، ولن يكون آخرها ما قام به أحد الحكام الدوليين قبل أيام في لقاء أشبال حطين وجبلة، على مرأى الجميع، وبلا خجل، أو وجل.
إن هذا الظلم المتكرر يجب أن يحرك سكون إدارة نادي جبلة، فليس من الطبيعي أن يبقى الأمر على حاله، ولا بد أن يطالب المعنيون بحق هؤلاء الصغار في خوض جزء من المنافسة على أرضهم، لأن كرة القدم ليست فنوناً كروية فحسب، بل مشاعر و أحاسيس، وشخصية تبنى بعناية فائقة، فكفى ظلماً لهذه الفئات، وانظروا بعين الحكمة إلى مستقبلهم الافتراضي باعتباره اللبنة الأساسية لتشكيل صورة النادي المشرقة، و الطريق الأمثل نحو إعادة الألق إليه.
الجدير بالذكر أن ظلم قواعد نادي جبلة لا يقتصر على ما ذُكر أعلاه، بل يترسخ بغياب الملعب التدريبي، وهذه الجزئية ستبقى عائقاً وسبباً رئيسياً في ظلم هذه الفئات والحد من تطورها، ولن يستوي الحال حتى يحن أحد ما على هذه المدينة، ويقدم لها ملعباً تدريبياً، فقد حان الوقت لإراحة هذا النادي من عناء السفر إلى الجوار كي ينعم بحصة تدريبية مثالية.
غيث حسن