الوحدة: 23- 11- 2020
على الرغم من أهمية التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي تحققت في فترة تسلم الحزب للسلطة, وجدية القرارات المحكومة بالمنطلقات النظرية الصادرة عن مؤتمرات الحزب فإن ممارسة القيادة النافذة في الفترة ما بين ثورة الثامن من آذار وحتى مطلع عام /1970/ كانت تهدد تلك الإنجازات بالخطر بهذه المقدمة – التي سبقها قصيدة شعرية – استهل الأديب نجدت زريقة محاضرته التي حملت عنوان : الحركة التصحيحية المجيدة وذلك في صالة الجولان بمقر فرع اتحاد الكتاب العرب باللاذقية.
في مادتنا الآتية نسلط الضوء على أهم ما جاء في المحاضرة من محاور وأفكار.
بداية أشار المحاضر أنه على الرغم من وضوح نظرة الحزب إلى المهام التي تفرضها المعركة تصفية آثار العدوان على جميع المستويات, والاستعداد الذي أظهرته القواعد الحزبية والجماهيرية الواسعة في القطر لحمل مسؤولياتها, وتقديم أعظم التضحيات من أجل إنجاز هذه المهمة التاريخية, وكذلك من الحاجة الملحة لرص صفوف القواعد الحزبية, وتحقيق أعلى أشكال الوحدة الوطنية في الداخل ليكون الحزب ومعه الجماهير الواسعة كتلة واحدة متراصة إلا أنه بدأ يتضح منذ المؤتمر القومي التاسع الاستثنائي الذي انعقد في أيلول 1967 والمؤتمر القومي العاشر /1968/ والمؤتمر القطري الرابع في نفس العام أنه لابد من توافر قيادة للحزب والدولة والمجتمع لتكون على مستوى إنجاز المهام التاريخية المطلوبة في تلك المرحلة الصعبة التي تواجه نضال الأمة العربية بأسرها.
كان لابد لهذه القيادة من أن تكون متمتعة بأعلى شرط ذاتي من الوعي والثقة بالحزب والقواعد الواسعة, والثقة بالجماهير وقواها الوطنية والتقدمية لكي تستطيع هذه القيادة أن تحول استعدادات القواعد الحزبية إلى ممارسة نضالية فعلية, وأن تعبىء قوى الجماهير من ورائها طاقاتها لخوض معركة التحرر. وأوضح زريقة أنه على الرغم من التأكيد الواضح على الديمقراطية في المنطلقات النظرية لحزب البعث العربي الاشتراكي, وفي مؤتمرات الحزب وعلى الرغم من مطالبة قواعد الحزب وجماهيره بممارسة الديمقراطية الشعبية في حياة الحزب والدولة والمجتمع إلا أن كل هذا لم يجد طريقه في التطبيق حتى انبثاق فجر التصحيح في 16 تشرين الثاني عام 1970 وشدد المحاضر على التوقيت الملائم للحركة التصحيحية في وقت كانت كل مقتضيات التطور الاجتماعي والاقتصادي والسياسي على الصعيد الداخلي والعربي وما يحيط بها من أوضاع دولية غاية في التعقيد تتطلب بإلحاح مثل هذه الدفعة القادرة على بعث الحركة في كل شيء. ولم يكن بمقدور أحد أن يتصدى لهذا الفعل التاريخي سوى الشخصية التاريخية الفذة التي ينفرد بها الرفيق المناضل المؤسس حافظ الأسد. واختتم المحاضر نجدت زريقة محاضرته بالتأكيد على أن الحركة التصحيحية كانت ترى المصالح الكبرى للعرب جمعاء, وتطل من خلالها على المصالح العليا للإنسانية جمعاء, وأن الجماهير الشعبية بحسها الوطني وقيادة الحزب التي تحسن قراءة الظواهر التاريخية والدلالات التي تشير إليها المميزات الاستثنائية التي تنطوي عليها الشخصية الفذة للقائد المناضل حافظ الأسد فكان الاختيار الصحيح.
رفيدة يونس أحمد