محاضرة: الحرب في الرواية السورية

الوحدة: 23- 11- 2020

 

أقام قصر الثقافة في بانياس محاضرة بعنوان (الحرب في الرواية السورية) ألقاها الأستاذ نذير جعفر وقال فيها: تدور هذه المحاضرة حول الحرب في الرواية السورية الحرب على وطننا منذ بدايتها وحتى اليوم وقد صدر عن هذه الحرب حتى اليوم بحدود ٢٠٠ رواية بحسب معلوماتي معظمها لكتاب سوريين سواء داخل سورية أو خارجها ويمكن تصنيف هذه الرواية بأن بعضها مباشر يرصد سطح الحياة وما يجري في هذا البلد من تفجيرات واغتيالات والصراع الذي شنه الإرهابيون أي أن بعضها كان تسجيلياً، وبعضها الآخر ينتقل بالاتجاه الفني والتخيل لأن الرواية هي عبارة عن فن التخيل في المقام الأول ولا تكتفي برصد  الواقع وإنما تغوص في الأعماق لتبين التغيير الذي حصل في النفوس وفي الرؤى والإيديولوجيات، المواقف المختلفة والمتباينة من هذه الحرب، وما تركته من آثار نفسية على سلوك البشر وعلاقتها ببعضها، وبعض هذه الروايات يستحق الاهتمام وقد أجرينا في اتحاد الكتاب العرب مسابقة للروايات عن الحرب وشارك فيها أعداد كبيرة جداً وكان هناك روايات مميزة، رواية لحسن حميد بعنوان (ابكِ يا بلدي الحبيب) ورواية للكاتب العراقي أسعد جهوري بعنوان (أرشيف الثعابين) يرصد فيها  التنظيمات التكفيرية والإرهابية كيف عبثت في الوطن ورواية للكاتب فيصل خرطش  بعنوان (دوار الموت) يحكي فيها عن احتلال حلب ثم  تحريرها وقد كان هناك كتاب جدد في هذه المضمار وآخرون كتاب قدامى ولهم تجربة طويلة بالإضافة لمشاركة نسوية في رواية الحرب ككاتبة من حمص اسمها مريم شعبان أصدرت رواية عن وزارة الثقافة بعنوان (تسعون يوماً في الربيع) وترصد فيها  تجربة شخصية لامرأة تعرضت للخطف من قبل التنظيمات الإرهابية والقسوة التي تعرضت لها أثناء التحقيق وتميزت هذه الرواية بالمصداقية واستطاعت أن تنفذ إلى جوانب غير مرئية بالنسبة للمشاهد وتبرز الجانب البطولي للمواطن السوري، بالإضافة إلى روايات من كل أنحاء سورية رصدت كل في بيئتها والمناخ السائد حولها وقدمت صورة بانورامية عن الحرب وتداعياتها وآثارها النفسية  بالإضافة لتدمير البشر والعمران لتكون هذه الحقيقة سجل في هذه الروايات  لهذه المرحلة، وأكد أن رواية الحرب متنوعة سواء في الاتجاه الواقعي أم الترميزي أم الرومانسي.

وأضاف: عندما يعيش الكاتب التجربة يكون أقرب إلى تصويرها  فنياً وأكثر مصداقية ولا يوجد كاتب إلا وعاش هذه التجربة وهناك كتاب بنوا على المخيلة وعلى تجارب الآخرين بسماع القصص التي حدثت من اغتيالات وتفجيرات فقدموا نصوص جميلة لذا سواء عاش الكاتب التجربة أو لم يعيشها بوجود الموهبة والقدرة والمخيلة يمكن أن يصنع عملاً روائياً جميلاً، وفي الختام نجاح الرواية والأدب عامة يحتاج  شرطين أساسيين أولاً القدرة على التخييل والخروج من مضمار المباشرة في التصوير( تخييل وتشويق، أن يكون للغة مستويات متعددة منطوق الشخصيات متناسب مع مستواها ليست هناك قواعد صارمة لنجاح الرواية إنما تحتاج للمصداقية العاطفية والفنية.

رنا ياسين غانم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار