الشاعر الكبير محمود درويش.. حياته وشعره في محاضرة بالجمعية العلمية التاريخية بجبلة

الوحدة: 22-11-2020

 

ضمن نشاطات الجمعية العلمية التاريخية في جبلة وضمن برنامج (فكر بلا حدود) قدّم  عضو الجمعية الأستاذ  محمد زهرة محاضرة ثقافية بعنوان: قراءة في شعر وفكر ومواقف الشاعر المقاوم محمود درويش، حيث افتتح الجلسة الأستاذ خالد عثمان فأشار إلى مكانة الشاعر محمود درويش ودوره في ترسيخ الهوية الفلسطينية والمقاومة وفضح جرائم الصهاينة بحق الشعب الفلسطيني والإنسانية.

وفي تعليق الأستاذ المحاضر محمد زهرة حول المحاضرة أكد أن شعر وحياة الشاعر لا يمكن الإحاطة بها بمحاضرة واحدة لغنى موضوعاته وأشعاره إضافة إلى أننا  تناولنا إلى حد ما حياة الشاعر محمود درويش ومواقفه وتجربته الشعرية وتطورها خلال مسيرة طويلة بدأت في الستينات من القرن الماضي وانتهت بوفاته عام 2008م بعد معاناة كبيرة مع المرض.

وأكّد المحاضر أن التجربة الشعرية للشاعر محمود درويش مرت بمراحل ثلاث: من المراحل الأولى و البدايات، ومن أهم أشعاره في تلك المرحلة:

هذا عذابي ضربة في الرمل طائشة

حسبي بأني غاضب والنار أولها غضب

حملت صوتك في قلبي وأوردتي

فما عليك إذا فارقتِ معركتي

آمنت بالحرف إمّا ميّتاً عدماً

أو ناصبا لعدوي حبل مشنقتي

آمنتُ بالحرف ناراً لا يضير إذا كنت الرماد أنا

 أو كان طاغيتي

أما في المرحلة الثانية من حياته وشعره وهي التي اتسمت بالإنسانية في السبعينات من القرن الماضي، وكانت تلك القصيدة:

كم كنت وحدك يا بن أمي يا بن أكثر من أب

كم كنت وحدك

القمح مرّ في حقول الآخرين والماء مالح

 والغيم فولاذ وهذا النجم جارح

وعليك أن تحيا وأن تحيا

وأن تعطي مقابل حبة الزيتون جلدك

كم كنت وحدك

كسروك كم كسروك كي يقيموا على ساقيك عرشا

وتقاسموك وأنكروك وخبأوك وأنشؤوا لديك جيشا

حطوك في جحر وقالوا لا تسلم

ورموك في بئر وقالوا لا تسلم

وأطلت حربك يا ابن أمي ألف عام ألف عام في النهار

فأنكروك لأنهم لا يعرفون سوى الخطابة والفرار

وفي المرحلة الثالثة وهي المرحلة التي اكتسبت أشعاره فيها الفلسفية الوجودية في الثمانينات حيث وصل إلى النضج الفني والفكري طوّر خلالها أدواته الفنية ولغته الشعرية وبلغت ذروتها في دواوينه الشعرية الأخيرة مع توظيفه الرموز والأساطير وبراعته في الإيحاء والتكثيف واستخدام التضاد وغيرها من الأساليب الفنية والجمالية ومن أهم أشعاره في تلك المرحلة قصيدة الجدارية التي كتبها بعد أن خضع لعملية قلب دخل بعدها في غيبوبة طويلة صارت ممرضته تنقل له ما حلّ به من هذيان وألم ، ومنها هذا المقطع:

وكأنني مت قبل الآن  ربما ما زلت حيّاً في مكان ما

وجدت نفسي حاضراً ملء الغياب

وكلما فتشت عن نفسي وجدت الآخرين

وكلما فتشت عنهم لم أجد منهم سوى نفسي الغريبة

سأصير يوما كرمة فليعتصرني الصيف منذ الآن

وليشرب نبيذي العابرون على ثريّات المكان السكري

أنا الرسالة والرسول أنا العناوين الصغيرة والبريد

سأصير يوما ما أريد

وأشار المحاضر إلى أن درويش سيبقى في ذاكرتنا وذاكرة الأجيال، شاعر المقاومة والحب والجمال والإنسانية.

وفي الختام قدّم بعض الحاضرين مداخلات قيّمة وأجاب المحاضر على التساؤلات التي طرحت.

آمنة يوسف

تصفح المزيد..
آخر الأخبار