الوحدة : 12-11-2020
مبدع عشق الحياة بكل ما فيها من أفراح وأحزان، وهو أراد أن يصنع من كل أمر لوحة تشع بالجمال، سواء عن طريق الكلمة، أو الرسم، أو النحت، إنه الشاعر والفنان التشكيلي، الأستاذ أمين غانم، فلنستمع إليه وهو يحدثنا عن تجربته ونظرته إلى الإبداع، إذ يقول: منذ طفولتي عشقتُ الجمال، وكنتُ أتأمله بشرود عميق، رغبتُ أن أشارك الكون جماله وسحره، فقد بدأتُ أرسم وأنحت أشكالاً، تشبه ما أراه داخلي وما حولي، وكنتُ أتساءل: ماذا أريد؟ نحن نبحث في الخشب عن حياة، أم نلقي حياتنا عليه؟ أسمع فيه كلاماً سأقوله، وأرى حركة تأخذني، ورسمتُ في طفولتي حقيقة أكبر مما أرى الآن، ومع تراخي الاحتمال لم أحتمل إلا ما أغراني من خطوط وكتل وفراغ، رسمتُ وجوهاً عشقتها، ووجدتُ نفسي عاشقاً لوجه أمي وأبحث عنه في كل مكان، عشقت صوراً لا تكتمل، رموزاً تأخذني كالغيم، أعمل في نحت الخشب، وألقي عليه ما أريد، ربما ما رأيته في رحم أمي، ربما ألقي عليه امتداداً لرغبات مكسورة، أعمل لأنقش المعنى المقلق للوجود البشري، وأمنحه طابع الفرح، فالفنان يزيد جمال الكون، ثم يتابع قائلاً: وأدبياً اتجهتُ إلى داخلي، إلى أرض تطل على البشرية في عمقي، أنا عاشق للجمال الداخلي، أصنع منه أساطيري وتجربتي، سحرتني الكلمات الموشحة بالغموض بعيداً عن الفصاحة، وهدر اللغة، وكتابة ما في أذهان الناس، وضمن اجتهاد لغوي مثير.
وعن أعماله يتابع: أعمالي قليلة نسبياً بسبب كسلي، فاتجهتُ نحو سحر الكلمات، لدي ديوان شعري مطبوع وهو بعنوان (بأخضر اقتحامها) إضافة إلى عدد من المجموعات الشعرية التي لم تُطبَع بعد، وحول مشاركته في معرض أقيم بدمشق منذ أيام يضيف: وعن مشاركتي في دمشق اجتمعت مع عدد من الأصدقاء الفنانين والفنانات، ومن مختلف المحافظات في معرض شاركتُ فيه بمجموعة أعمال نحتية في فضاء من السعادة والمحبة، معرضنا في دمشق تحت عنوان (تشرين يزهر مبدعاً) حقق نجاحاً فنياً رائعاً تسوده المحبة الخالصة، إن معظم أعمال أصدقائي في المعرض تحمل جمالاً وعشقاً، وفي مختلف الاتجاهات الفنية، لقد أذهلتني بعض الأعمال، ورأيتُ فيها شجاعة واقتحاماً، وحزناً عميقاً وأملاً في وطن ينهض، إذ قدمنا أعمالاً فيها طيور تكمل بزوغ المرأة وعشقها، وفيها مخاض ونهوض، وضمن أجواء العرض عملنا نشاطاً أدبياً شاركتُ فيه بقصيدة جديدة لي، وببعض القصائد من كتابي المطبوع (بأخضر اقتحامها).
د. رفيف هلال