الأولمبياد تحت سقف أبناء الشمس

الوحدة : 11-11-2020

هم أبناء الشمس التي لا تغيب ولا تتبدل، وتنسل أشعتها وسط غيوم تكاثفت وتلبدت في كبد السماء لتنشر من دفئها حباً وعلماً ونوراً تنير دروب الحياة، وهم  أهل جمعية أبناء الشمس، الذين آمنوا بأن العقل والضمير والبصيرة منارات تشرق بها حياتنا وتستقيم، فكيف هي في إنسان  يتصارع فيه الحب والواجب ليعلو الوطن وأبناؤه أجمعين.

شباب صغار متفوقون ومن جميع مدارس المحافظة وفي قلوبهم سكن وطن وامتلأ منهم أرادوا أن يكونوا السباقين للمشاركة في الأولمبياد، فكانت جمعية أبناء الشمس حاضنة لهم لترفع من زادهم الفكري وتغني معارفهم على دروب المستقبل والنجاح مع الأستاذ القدير باسم سلطان دراسات عليا في الفيزياء في جامعتي دمشق واللاذقية حيث قال :هم من النخبة عشرون طالباً متفوقاً من الصف العاشر واثنان آخران فاقد علمي لم ينالا منهاج الصف العاشر، دخلوا الأولمبياد وستكون نتائجهم كما كل سنة وليست التجربة الأولى لي فهذه هي السنة الخامسة وعلى مستوى القطر، ومن المهم جداً أن نزرع فيهم الثقة بالنفس ونعززها، وليس من المهم حفظهم للمعلومات بقدر فهمهم للطبيعة وفق قوانين الفيزياء، لهم المستقبل المفتوح أبوابه من أوسعها، هم بمشاركتهم ومتابعتهم ينالون مفاهيم تضم الصف العاشر والحادي عشر وحتى البكالوريا وفي نهاية المشوار يكونوا قد هضموا منهاج البكالوريا، لكن تبقى المشكلة في تفريغهم من المدرسة وهي مشكلتي ومشكلة كل مدربي الأولمبياد في سورية فما أضفناه على العملية التربوية ما يسمى بالمعرض الفيزيائي أو تجارب الفيزياء، نأتي بالتجارب إلى قاعة الجمعية ليلمسوها ويقوموا بأمرها بأنفسهم ولو خربوها وفشلوا فيها لا مشكلة يجب أن نثير فيهم الرغبة والشغف بالفيزياء وإلا فحبها فقط صار حفظاً كما الجغرافيا والتاريخ وأنا أرى شغفهم الذي يبشر بمستقبل مشرق أمامهم، وهنا لا بد من شكر جمعية أبناء الشمس التي فتحت أحضانها لاستقبالهم وقدمت لنا كل ما يلزم من قاعة درسية ووسائل وأدوات وحتى الأقلام واللابتوب و.. كما قدمت الضيافة والوقت الذي نختاره في أجواء مريحة يظللها الهدوء.  

أنا مدرب أولمبياد متفرغ لها والأولمبياد هو عبارة عن مبادرة، هيئة الأولمبياد مشكورة فيها متطوعون ومبادرون يأخذون أجرا ً لا يتجاوز( 10_5)% من أجر المنهاج وهو شيء معلوم حيث  إقبال الطلاب عليه قليل وبالتالي لا نقدر أن ندلل في الأجور مثل غيرنا من أساتذة  المنهاج .

السيدة حورية  _ رئيسة جمعية أبناء الشمس :

أشارت إلى أن الجمعية عمرها تجاوز السنة فقد تم إشهارها 23/9/2019 ، فكرة الجمعية ولدت منذ بداية الحرب على سورية كنا نعمل كمتطوعين وناشطين مع أي جمعية أو قافلة أو فعاليات أهلية وحكومية منذ بداية الحرب على بلدنا ويبقى عملنا في الظل، فقد عملنا مع قافلة الأمهات السوريات وجمعية اللاذقية قلب واحد وغيرها وانسحبنا لشعورنا بالظلم رغم أننا كنا من الناشطين والمداومين والفاعلين والجادين، واتفقنا على أن تكون لنا جمعية تكللها أعمالنا ونيتنا الطيبة بالنجاح، فنظمنا أعمالنا ودققنا جداولنا لتكون مغايرة لما هو عند جمعيات أخرى ولتستفيد من أشغالنا وأفكارنا كل فئات المجتمع وأكبر شريحة منه، لكن نبتعد ونرفض أن يتحول الإنسان عندنا إلى متسول يلهث وراء حاجاته في جمعية هنا توزع الحليب وأخرى هناك توزع الحقائب والقرطاسية، نريد له أن يحفظ ماء وجهه ونصون كرامته ولا نعوده على التكاسل والاتكالية، فنعلمه الصنعة والحرفة التي تأتي مشاريعها عليه بالمال والعيش الكريم، مثل  صناعة القصب وأشغاله وهي صناعة تراثية ومطلوبة في السوق وفي منتجاتها كل الجمال الذي يجذب الناس للشراء، وأيضاً البسط والسجاد الذي يحتاج لذوق سيدات البيوت في أوقات الفراغ ولا تحتاج لغير آلة بسيطة تصنع من السلك المعدني للحياكة وكل هذه الأشغال مربحة ولا تحتاج لغير رأسمال بسيط، كما أقمنا دورات لصناعة أصيص الورد التي تبقى العمر والدهر ولا تفنى مع الحوال الجوية وغيرها الكثير، وقد أقمنا  لها المعارض داخل حدود المحافظة وخارجها وكل ما كنا نعرضه بياع ولا نرجع بقطعة واحدة، الفقر لا يتعدى على أحد ولا يحتاج لرأسمال بل لهمة وإرادة فقط .

الجمعية تستهدف كل فئات المجتمع ربات المنازل والشباب واليافعين  والهواة وليس من الضروري أن يكون معهم الشهادات الجامعية أو غيرها وحتى إن كانوا من خارج المدارس وغير متعلمين  .فبدلاً من أن يقعد الواحد منهم  بالشارع أو يتسكع يأتي لنعلمه صنعة ربما حلاقة رجالية أو حلاقة نسائية نستقبل من هم بعمر 10سنوات وما فوق حتى 25سنة طلاب ثانوية وجامعة وغيرهم، من أهدافنا أن ينتجوا ويطوروا أنفسهم .

من أهداف الجمعية : تعليم وتأهيل وإعادة تأهيل وتدريب ومهارات حياة ومهن وحرف لنشمل بأعمالنا كل ما يحتاجه أفراد مجتمعنا لدفع عجلة الاقتصاد، حتى ربات البيوت يمكنهن الاستفادة من الدورات لتصنع حوائج بيتها وزينته وزينتها والسجاد الذي تحتاج فيه مساعدة الأولاد بقص القماش أو بالرسم.

 لدينا اليوم في الجمعية أولمبياد الفيزياء حيث نرفع من ثقة الطلاب  بأنفسهم ونوقد شعلة اجتهادهم ليكون لهم ما تمنوه في فرصة مشاركة بالأولمبياد كما غيرهم من المتفوقين، ودورات مسرح الطفل وفي الأيام القادمة ستكون دورة مسرح الدمى حيث يقوم المتدرب  بتصنيع الدمى وتقمص شخصياتها، وسنكمل دورات مهارات الحياة التي بدأناها بدورة إدارة الضغوط وحل المشكلات مع الدكتور سام صقور شارك فيها 16 متدرباً وهي من سلسلة المهارات وسيكون بعدها مهارات التواصل ثم علاج الإدمان و بعدها التشخيص والعلاج النفسي ودورات متتالية ولا يقتصر العمل على دورة واحدة فلدينا هذا الأسبوع دورة إعلام لشهر وعدد المسجلين وصل ل20 شخصاً .

الجمعية ما زالت بطور البدايات ونحاول التشبيك مع جمعيات أخرى ومنظمات تعمل في سورية مثل جمعية تنظيم الأسرة وفي الأسبوع القادم سنوقع مذكرة تعاون من أجل توسيع الأعمال .

عدد أعضاء الجمعية 12 ولدينا متطوعون ومؤازرون من مختلف الاختصاصات ومجالات الحياة وحالياً لدينا 35 عضواً مؤزراً من معلمين ودكاترة وهم الأعضاء الفاعلون بالجمعية ولدينا شخص لا يمكن أن نبخس حقه الأستاذ فؤاد صالح وسيكون لنا التعاون مع كشافة الفوج 111من أجل تأسيس  فرع فوج كشافة للرمل الشمالي  للمساعدة، عملنا لا ينتهي ولا ينحسر بوقت وزمن ومكان لدينا دائماً مشاريع جديدة ونستجيب لكل ما يطلب منا وحسب الإمكانات. وبخصوص الحرائق نحن لم نستطع غير تقديم المكان لمن يريد الإقامة لحين ترميم المنازل وبالتأكيد سنشارك بحملات التشجير وبأي مبادرة أخرى سنكون بالمقدمة وبموافقة الشؤون الاجتماعية والعمل والجمعية مفتوحة أبوابها للجميع .

هدى سلوم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار