الوحدة : 10-11-2020
في لحظةٍ ما, خرجت الأحلامُ من صندوقها وتراصفت أمامه.
كانت أعدادها تتزايد, حتى تجاوزت المعقول, وصار انسكاب قطرة الماء حلماً, والطائر في سمائه حلمٌ أيضاً, ثم لحقت بهما أقانيمُ أخرى لتشمل غصناً يهتزُّ بورقة خضراء واحدة, أو تحيّةً طيبةً من قلب صادق, ومن بعيد متسابقٌ بحذاءٍ جديدٍ يقود مجموعةً من الحفاة, وخلفهم جائعٌ يتوهم الشّبع بحركاتٍ مريبة, وآخر بقميصٍ يتموّج بألوان جريئةٍ يستحمُّ بها الضوء على استحياء؟!!
تستمرُّ اللحظة وتنتفخ منطاداً تهبط منه الأحلام سلالم متكسّرة. أثناء قيامه بجمعها كانت تصل إليه بحجم قبضة يده, ثم تصغر خاتماً في إصبعه, ثم وخزة.
استولى عليه الوخز بآلام لا تُطاق! لام نفسه وتمنّى لو العالم كلّه بلا أحلام, فهذا الواقع الذي هو فيه, يُعمّق حفرة الماضي, لتتسع للزمن القادم من بعيدٍ, حتى ولو كان من آخر المجرّة ويسير بسرعة كلّ العصور, و… يا لها من لحظة ما؟!!
سمير عوض