تأبط جرحاً

الوحدة : 9-11-2020

 زمان قبل المغيب عن المكان

نما ياسمين الكلام على خد الأحلام .

نام الأمير في رياض الذاكرة

جواري وقوافي و أسلاب

و أندلس تفتح صدرها لكل الشعراء

و دسائس البلاط

نما الأمير تحميه

نجمة تعد بهجرة أكيدة

سقطت القلاع و القناع

بكى و اشتكى

خاب ظنه في بني جلدته

خبا بريق الفرح حيث نمت الحروف .

تعباً توسد أحلامه

ملتحفاً بإزار النجوم

شارذاً في متاهة هجير الروح

رحل  حيث رحلوا الى جنوب الجرح .

تفجر نبع الحنين حين خبا دفء الحنان

كان يمشي و النجمة عينها دليله .

بما تبقى من روحه

من حلمه  شيّد مأوى لذاكرته

فتعالت صواري و أقواس

و رياض و ياسمين

و نافورات  و دنان

و سال حبر روحه

 في سواقي أحلامه  .

كفكف دمعه و لملم

ما تبقى له من صور

في عينيه دسها

سار في الأسواق

صارت له خليلات و أنثى

يدسها ماؤه العزيز

فتفضي له بأميرات و أمراء

لجرحه المتجدد

مات من مات

و توارثت أجيال خيبة  أجيال أخرى

و ظلت نفس الصور تبوح

بنفس الجرح .

علت أصوات

بالحنين نفسه

هنا عدوة لأندلس

هي ليست أندلس

هي هجرة أخرى بدأت

و لثوابيت ضيقة

سميت بيوت العصر

رحل الأمير

و على الشرفات علّق رياضه

و بعينه دس الصور ذاتها

و النجمة نفسها تحميه

و تعد بهجرة  أخرى

الى أطراف الخيبة

أو رمس لحزنه الكبير.

زمان  قبل المغيب عن المكان

نما ياسمين الكلام

على قبر الأمير حيث ينام …….

إدريس سراج

تصفح المزيد..
آخر الأخبار