الوحدة: 8-11-2020
(10 دقائق و38 ثانية في هذا العالم الغريب) هو عنوان الرواية الجديدة للأديبة إليف شافاك, صدرت طبعته الأولى في 2020 مع أنه حائز على جائزة بوكر BooKer/ / عام 2019 وهي من أهم الجوائز الأدبية. ألا أنها صدرت بالعربية عن دار الآداب في بيروت 2020 وهي من ترجمة د. محمد درويش تقع الرواية المترجمة في 3أقسام ويبلغ عدد صفحاتها حوالي /477/ صفحة من القطع المتوسط.
تهديها المؤلفة شافاك إلى نساء اسطنبول بوجه خاص ولنساء العالم بوجه عام, من خلال بطلة روايتها / ليلى التكيلا/, والتي يتعرف عليها القارىء في الصفحة الأولى. ونختار هذا المقطع:
“كان اسمها ليلى
/ ليلى التكيلا/ هو الاسم الذي اشتُهرت به بين أصدقائها وزبائنها كانوا ينادونها بليلى التكيلا في العمل وفي البيت, البيت الذي كان لونه بلون الخشب الورديّ, ويقع في طريق مسدود مرصوف بالحجارة عند رصيف المرفأ, تدور أحداث الرواية حول البطلة المتوفاة (ليلى التكيلا), التي وإن فارقت الحياة, ولكن ذهنها ظل يعمل لمدة 10 دقائق و38 ثانية, وهذا مثبت علمياً.
تسترجع ليلى ذكريات حياتها الحزينة والأسباب التي وضعت حدّاً لنهايتها. وكما ذكرنا سابقاً فإنّ قصص ليلى وذكرياتها تشبه إلى حد كبير قصص نساء كثيرات في هذا العالم شرقه وغربه, المتخلف والمتحضر والذي يدّعي التحضر أيضاً,قصص قهر النساء وتهميشهنّ ليبقين الضلع القاصر في الحياة
ونختار أيضاً هذا المقطع الذي يدل على ذلك على لسان المؤلفة شافاك ” في الليلة التي فرغتُ فيها من تأليف الرواية, كان الهلال ينمو في السماء, ففكرت في ليلى التكيلا, وفكرت في جدتي. وعلى الرغم من أنّ الأولى كانت شخصية من نسج الخيال, والثانية حقيقية حقيقة دّمي ذاته, فقد خُيّل إليّ أنهما التقتا, وأصبحتا صديقتين جيدتين, صديقتين غريبتين. ففي نهاية المطاف, لا تعني حدود العقل شيئاً لنساء يواصلن إنشاد أغاني الحرية تحت ضوء القمر”.
الرواية مترجمة بطريقة رائعة وسلسلة من قبل د. محمد درويش وكأنها كُتبت أصلاً باللغة العربية. في الرواية حكايات كثيرة وتشابكات وتقاطعات ورموز تجسد وتصور لحكايا نساء مظلومات في هذا الكون الواسع.
مهى الشريقي