بين الشط والجبل… لا وقت عندي للبكاء

الوحدة: 8-11-2020

 

تعطّر النومُ في عينيّ، وسافْرتُ مبحراً في خضمِّ السنوات المتهالكة.. هو الشتاء عاد باكراً، والريح تعصف شبّاكي مستنهضةً جراحاتِ لم تندملَ والجورّي المعربشُ على حوافي نافذتي، يفرش رائحته البلدية، فينتشي الزمان، ويتعطّر المكان.

×××

مؤلمٌ هو فراقكِ.. ومؤلمٌ أكثر هو لقاؤكِ.. وحبّكِ كان البدء، والبدء حياة، فكيف استطعْتِ نزعَ المسامير من نعشي؟!

أيتها المنغرسة في خاصرتي سلاماً..

 أيتها المسترخية على عتبات قلبي سلاماً..

 أنتِ في قلبي.. وقلبي يدقُّ، إذاً.. أنا أحيا بدهيْة اكتشفتها عندما

أيقظني البدء، والبدء كان حبّكِ.

×××

مؤلمٌ هو فراقكِ.. ومؤلمٌ أكثر هو لقاؤكِ..

والمطر يتّساقط في دربي، والطريق إلى الجبَّانة أضحتْ موحلةَ الخطا وأنا، لا وقت عندي للبكاء، فالدرب رغم وحلها غدتْ تنداح كالأشعار في مواسم العطاء.

 اخترقني سهْمُ حبّكِ، كما اخترق سهم (الكسعي) أجسادَ الظباء.

اخترقني وقال لي: أنت صيدي .. وكم.. كم سررتُ لصيادي؟!

×××

مؤلم هو فراقك.. ومؤلم أكثر هو لقاؤكِ، فلا تجعلني أقرأ الحزن ورنّات الآنين، فقد مللت من مطالعات القهر في سفْر السنين وإنني أبغي ولو لمرةٍ أن أتضوّع بالياسمين.

×××

هو الشتاء عاد باكراً..

وأمسيات الصيف يشرْبن القمر

والقهر.. لاكَ ما تبقى من سهر،

وأنتِ.. ترحلين رغم زحمة المطر..

سيف الدين راعي

تصفح المزيد..
آخر الأخبار