فيروزيات… (1)

الوحدة 4-11-2020

 

(إنت وأنا.. عم يسألونا كيف.. بيضل شو بيحلا لنا نغنّي.. وما بيلتقا مرّات عنّا رغيف.. وبنعيش بأسعد من الجنة..).

هي الحياة، فسحة نحدد معالمها بقناعاتنا, نزخرفها كما يحلو لنا وكما نريدها.. المسألة ليست رهناً بإمكانيات مادية ولا براتب أعرج, والسعادة ليست نتيجة حتمية للمال وإن كان المال حارساً قوياً لها..

المسألة قناعات شخصية, وإدارة واعية للقدرات وللأحلام أيضاً, وكل شخص (همّو على قدو) كما يقال..

المطلوب, وحتى نبقى على السلام مع أنفسنا, أن نهوّن الصعاب, وأن ندّعي حبّنا للمشي، ونتحدث عن فوائده وضرورته عندما لا نستطيع أن ندفع (أجرة تكسي) ولا نريد أن نرفع ضغطنا في باصات النقل الداخلي, ونتذكر أن (التيمم) مقبول شرعاً عندما لا يخرج من صنبور بيتك إلا الهواء لبضعة أيام!

إذا أردنا أن (نقلب الموجة) فستهبّ علينا أغانٍ مزعجة (كتاب حياتي يا عين ..) ونبدأ بتعنيف أنفسنا, بل ونحرّم عليها كل ما هو جميل (على قلّته)، ونعتقد أن هناك من سيتلقّف هذا الوجع ويصنّع العقاقير (الحلول) لكل مشاكلنا..

اضبط (صرفياتك) في بنك التحدّي.. عالج عجزك بـ (الحيلة)، وابحث في دفاترك القديمة أو على (السقيفة) عن فضلات أيام الهناء, أو اعلن القطيعة والمقاطعة للسيدة فيروز, فهي تقدّم اعتذارها الشديد منك, لأنها حين شدت بـ (روائعها) لم تستشر ليلى عبد اللطيف ولا مايك فغالي ولا حتى الصديق علي علي والذي لولا فنجان قهوته كل صباح (طقّ عقلي) وخرجت من جلدي..

فيروز غنّت لـ (الزمن الجميل) وليس ذنبها إن ساء الزمان بسبب أهله.

في الجدّ: حين لا يتسع صدرك لهمومك إياك أن تنفثها بحضرة من لا يحترمها, فأهون ألف مرة أن تتعب بحملها من أن تعطيها لمن يهزأ بها!

غانم محمد

تصفح المزيد..
آخر الأخبار