الأنظمة الرقمية في محاضرة فكرية

الوحدة: 2- 11- 2020

 

الأرقام لغة متأصلة في الوجود, تعبر عن طريقة ارتباط الوجود بموجوداته القائمة على نظام الأرقام, وفق تحديدات كمية وكيفية، لأن اللغة الرقمية هي اللغة الثانية لـ بعد لغة الكلام التخاطري بين البشر, ولا يستطيع العقل فهم لغة الوجود بدون أنظمة رقمية قادرة على الدلالة المرتبطة بالموجودات في نظام الكون الواسع والطبيعة الأرضية من حولنا, ولهذا ارتبط وجودها في بنية العقل الكوني, وفي بنية العقل البشري الفاعل في نظام كوكب الأرض.

بهذه المقدمة استهل الأستاذ (حسين عجمية) محاضرته التي حملت عنوان: (الأنظمة الرقمية) وذلك في صالة الجولان بمقر فرع اتحاد الكتاب العرب في اللاذقية، في مادتنا الآتية نسلط الضوء على أهم ما جاء من محاور وأفكار..

بداية أشار المحاضر حسين عجمية أنه منذ بدء الخليقة وحتى القرن العشرين لم يستخدم العقل البشري سوى نظاماً رقمياً واحداً, وهو النظام التسعي المؤلف من تسعة أرقام أساسية ابتداء من الواحد وحتى التسعة بالرغم من وجود أنظمة رقمية أخرى كالنظام الثنائي والثلاثي و .. إلخ وبعد اكتشاف العرب لمفهوم الصفر تغير المجرى العملي للتصنيفات الرقمية وفق الخانة الصفرية، كما تنوعت المفاهيم البشرية حول المفاهيم الرمزية المتتالية لأرقام النظام التسعي, وكانت لهذه المفاهيم درجة عالية من الأهمية في الحياة الروحية الكونية لأن العقل ربط بين المفاهيم الدالة على الوجود بكل مكوناته بالأعداد الرقمية واختص قسم من المفاهيم بالسحر والتنجيم وفقاً للدلالات الرقمية المرتبط بالتاريخ الزمني للبشر، وفي بداية القرن العشرين تم اكتشاف النظام الثنائي في الأنظمة الرقمية القابل للتطبيق على نظام الأتمتة الآلية استفادت منه الحضارة وهذا النظام يعمل بطريقة وحيدة إما الاختيار أو اللا اختيار, وهذا ينطبق على الصناعات الحديثة، وبهذا النظام استطاع الإنسان أن يتقدم بسرعة في الأنظمة التكنولوجية الحديثة.

وأوضح المحاضر أن الأرقام لها أسرار يتعامل معها الإنسان على أنها رموز، البعض يرى فيها بشرى مقبلة أو نذير شؤم وشر, والبعض يعتبرها تحمل رسائل وألغازاً كذلك العدد -1- يمثل الوحدة الأولية التي ينطلق منها الدافع والفاعل الأول والمبدأ الخلاق هويته ذكرية.

العدد -2- يمثل المبدأ المنفعل الذي يمكنه استيعاب العدد -1- على شكل تضاد أو قبول, وهويته أنثوية. العدد -3- هو الناتج عن العلاقة بين 1و2 يحوي الاثنان والفرد وهو حيادي ليس له هوية. أما العدد -4- انه عدد ليس جديد لأنه زوجي ثنائي القطب نتيجته سلبية ناتجة عن ثلاثية الخلق الأولى, وهو أنثوي من جهة أخرى وفي الوقت ذاته يمثل بداية جديدة بمستوى الواحد والواحد إيجابي وهكذا بدأت العناصر الأربعة من العلاقة ذاتها بين طبيعة الأعداد وشدد عجمية في ختام محاضرته على أن العقل الكوني وعي نظام الوجود وبنيته وحقيقة اتصاله وتواصله، هو الكنز اللانهائي للمعرفة والعقل وطريقنا نحو الانفتاح والمحبة, ومصدر الرموز الجماعية في العقل الانساني ومركز اتصال كافة العلوم والفنون والحضارات.

رفيدة يونس أحمد

تصفح المزيد..
آخر الأخبار