(حواكير) مبادرة مجتمعية لإعادة إحياء اللون الأخضر في جبالنا

الوحدة 29-10-2020

 

الغار، والخرنوب، والعنّاب والسمّاق، والحنبلاس، وغيرها من شجيرات الخير الحراجية التي لطالما زينت باللون الأخضر جبالنا العذراء، التهمتها ودون سابق إنذار ألسنة اللهب خلال موجة الحرائق الأخيرة التي شهدتها اللاذقية، بعض عشاق اللون الأخضر أبوا إلا وأن يبادروا من جديد، وبإمكانات متواضعة، إلى إعادة زراعة تلك الشجيرات المباركة، في غير مكان بريف المحافظة، دافعهم حب الأرض، في مبادرة شعارها (ازرع  شجرة ليشكرك القادمون، لأن الحمقى فقط لا يزرعون).

يقول مؤسس مبادرة (حواكير) أحمد عيسى للوحدة: إن (حواكير) بادرت العام الماضي إلى زراعة أكثر من منطقة، بعدة أنواع من الأشجار الحراجية كشجر العناب بحديقة المنطقة الحرة الداخلية باللاذقية.

كما امتد نشاط (حواكير) إلى غابة الشهداء بتلة القديسين بجبل سولاس، ومنطقة كرم المعصرة ناحية المزيرعة، وسفح جبل النهر الأسود بقرية قرجالة، وغارات الشهيد المهندس الزراعي بسام سليمان جناد رئيس شعبة الحرائق بمديرية زراعة اللاذقية الذي ارتقى أثناء قيامه بواجبه البطولي في التصدي لحريق منطقة (الاريزة) بجبال القرداحة العام المنصرم، مؤكداً أن (حواكير) كانت وما تزال، تتابع العمل ضمن حملات تنظيف للغابات وشواطئ البحر في عدة أماكن منها  جبل (جوفين الأرز)   وضمن يوم نظافة كامل،  شارك به أبناء شهداء بلدة الدالية، لافتاً إلى قيام (حواكير)  بجولات تفقدية لأمهات شجر الغار بمنطقة اللاذقية، وجبلة بغية تأمين شتول الغار، نظراً لما لهذه الشجرة من أهمية بيئية واقتصادية واجتماعية، منوهاً بأنه وبعد مضي يومين على فاجعة الحرائق الأخيرة التي ضربت أرجاء المحافظة، بدأت (حواكير)  بجمع شتول الغار استعداداً لتوزيعها على الإخوة المزارعين الأشد فقراً، وذلك في منطقة وادي قنديل، وتم ذلك بعد أسبوع واحد فقط على الحرائق، إذ قمنا بتوزيع أكثر من 200 شجرة غار،  وجوز أوكراني، وتين، ورمان، وسماق على المتضررين من ذوي الشهداء، و بدعم من المجتمع المدني ومنهم التاجر ( أ  -ع )  والناشطة المهندسة وفاء حسن والسيدة رشا الفقير والمهندسة سماح يوسف وبإشراف المهندس الزراعي ميلاد علي عيسى مدير المصرف الزراعي باللاذقية والمهندس بسام دروبي رئيس بلدية وادي قنديل.

من جانب آخر وبغية زراعة الفرح في قلوب الأطفال أطلقت (حواكير) مهرجان الطائرة الورقية للعام الثاني على التوالي بحضور أطفال من المنطقة وطلاب من مختلف جامعات القطر وأهالي المنطقة، وذلك في  شاطئ وادي قنديل كرسالة للعالم، بأننا نرفع ألوان الفرح، رغم الألم والحزن الذي يشعر به سكان المحافظة، والسواد الذي يغلف قلوب الأشرار الحاقدين على اللون الأخضر.

وحول دافعه لإطلاق مبادرته الفردية هذه يقول أحمد عيسى:  هذه الأرض لنا ورثناها عن أجدادنا وسنورثها لأحفادنا، والجميع مطالبون بمبادرات مشابهة تؤازر الجهود الحكومية، لافتاً إلى أن (حواكير) ستقوم بتوزيع الشتول في منطقة البسيط خلال الأسبوع القادم، على أمل استمرار دعمها من الأرواح الطيبة الخضراء، وإنها ملتزمة بدعوتها هذه حتى تعود النضارة لجبالنا الصامدة الشمّاء.

يضيف عيسى:  حواكير مستمرة في دعوتها لزراعة المساحات المحروقة، التي طالتها يد الإرهاب وعصابات التفحيم والتحطيب، إذ قامت بالتعاون مع المدرس  ساطع محفوض بإعداد مشتل غراس بسيط،  وبقدرات مالية متواضعة، استعداداً للموسم الثاني على التوالي من التشجير، الذي لن يتوقف حتى نعيد اللون الأخضر إلى سابق عهده ، مناشداً الجميع للمبادرة كل من موقعه، وبما يتوفر من إمكانات.

ربوع إبراهيم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار