بهذه الروح واجه أهالي قرية الحويز في ريف جبلة ألسنة اللهب

اللاذقية – سانا

 

موسم قطاف الزيتون الذي يأتي محمّلاً بالخير الوفير والفرح ويلتئم فيه شمل العائلة بأجواء من المحبة والإلفة جاء هذا العام على غير عادته تشوبه أحزان المزارعين الذين تضررت حقولهم جرّاء الحرائق لكنهم توجهوا رغم كل ذلك إلى أراضيهم لإعادتها للحياة متسلحين بإرادة وعزيمة لا تلين. في قرية الحويز بريف منطقة جبلة توجّه الأهالي صباح يوم السبت العاشر من الشهر الحالي إلى الوادي المجاور لسد الحويز لقطف ثمار الزيتون مزودين بعدة القطاف من سلالم خشبية ومفارش وأكياس ومراشات إلاّ أنه عند ساعات الظهيرة زحف حريق باتجاه قريتهم ومزارعهم من قرية ضهر بركات المجاورة مع اشتداد الرياح الشرقية الجافة وهبط باتجاه الوادي. ويصف المزارع أكرم محرز المشهد بقوله : رأينا ألسنة اللهب تتجه نحو القرية بسرعة جراء الرياح ما دفعنا لترك عدة القطاف في الأرض والتوجه للمنازل التي كانت النيران تستعر قربها لكن الجيران بذلوا ما بوسعهم واستطاعوا إخلاء منازل القرية القريبة من الحريق عبر سيارات الأهالي إلى حين وصول سيارات الإطفاء في الوقت المناسب لتتمكن من إخماد النيران. وبصوت حزين يكاد لا يُسمع من شدة الألم على حقله الذي احترق بالكامل أوضح محرز أنّ الأضرار كبيرة فالحريق أتى على 30 دونماً من أرضه فيما عبّر شقيقه الستيني أحمد والذي يملك 10 دونمات من أشجار الزيتون عن تصميمه على إعادة استثمار أرضه من جديد وزراعتها والاعتناء بها فهي مصدر دخل العائلة. وقال أيمن محرز: إنّ الحريق قضى على كامل أشجار أرضه من الزيتون والرمان واللوز والدراق والمشمش حيث يبلغ عمر شجرة الليمون 10 سنوات والزيتون من 30 إلى 50 عاماً معرباً عن أمله في أن يحصل على التعويض الملائم لإعادة استثمارها. وكان بسام علي شميس الذي ارتسمت على وجهه علامات الرضا بقضاء الله وقدره يتجول في حقله وقال إن الحريق أتى على 4 دونمات من أرضه مزروعة بالزيتون والليمون ويحمد الله أن عائلته بخير بعد أن وصلت النيران إلى منزله وتم إنقاذهم بالوقت المناسب من قبل عناصر إطفاء الحراج من قرية زاما. وساهم جميع أهالي القرية والقرى المجاورة من شباب ورجال بإطفاء الحريق بالأيادي والمعاول وأغصان الأشجار كما ذكر حلاق القرية عمار محمد الصافتلي الذي قال إنه تم نقل الأطفال والنساء بسيارات القرية إلى القرى المجاورة في رويسة الحجل وتم مد خراطيم المياه من سد الحويز المجاور للقرية وضخها عبر المولدات الخاصة بسبب انقطاع التيار . وذكر الأهالي أن الوحدة الإرشادية في القرية والبلدية قامت بإحصاء عدد الأشجار المتضررة للتعويض على المزارعين الذين أبدوا رغبتهم وتصميمهم على إعادة زراعتها وإعادة اللون الأخضر إلى الوادي من جديد.

تصفح المزيد..
آخر الأخبار