العــدد 9302
الخميــــــــس 28 شـــباط 2019
يدخل فريقا جبلة والساحل إلى لقائهما يوم غد الجمعة بهاجس مشترك لا مكان فيه للخسارة، مما يصعب المباراة على الجميع ويجعلها مسألة حياة أو موت، وتحديداً بالنسبة لفريق جبلة الذي يعتبر نتيجة هذه المباراة عنواناً للمرحلة القادمة، ونقطة تحول لمسيرة الفريق في الدوري الممتاز.
وإن كان فريق الساحل سيقتنع بنقطة التعادل، وربما سيفرح بها، فإن التعادل لا يختلف كثيراً عن الخسارة لجهة أصحاب الأرض، فنحن نعلم أن الفريق الضيف ليس بعيداً عن دائرة المهددين، وحصوله على أي نتيجة إيجابية سيرفع من رصيده، ويبقي على فارق مريح بينه وبين جبلة، فالنقاط هنا مضاعفة، والتفريط بها سيعني الكثير في المستقبل.
اللقاء المرتقب سيحمل في طياته مواجهات خاصة، أبرزها بين مدربي الفريقين الذين يعرفان بعضهما جيدا نظراً لاجتماعها مدة طويلة بقميص نادي جبلة، فالرجلان يدركان أهمية المباراة، وسيلعبان على تفاصيل صغيرة للظفر بالنقاط الكاملة، ولذلك قد نشهد تغيراً في النهج المتبع في قيادة المباراة خاصة من مدرب جبلة الكابتن مناف رمضان الذي يفضل دائماً اعتماد الطريقة الهجومية للضغط على المنافس وإراحة خطه الخلفي، ولكنه قد يضطر إلى مواجهة نظيره بنفس أسلوبه المعتمد على الواقعية وإغلاق المناطق الخلفية، وانتظار الفرصة المناسبة لاقتناص هدف ينهي من خلاله المباراة.
مدرب الساحل عمار الشمالي لا يحسد على موقفه يوم غد، فهو سيواجه ناديه الأم في مباراة لا تقبل القسمة على اثنين، وسيكون مضطراً لخوض اللقاء بجدية عالية ورغبة لا يساورها شك بالفوز.
المفارقة بالأمر أن الشمالي كان في الموسم الماضي مدرباً لفريق جبلة، وعاد معه من دوري الدرجة الأولى إلى الدوري الممتاز، و قد يكون سبباً في هبوطه مرة جديدة إلى الدرجة الأقل في حال حقق الفوز غداً على أرض استاد البعث.
والمفارقة أيضاً، أن الشمالي سيواجه فريق جبلة للمرة الثانية هذا الموسم، ولكن مع فريق آخر، ففي مرحلة الذهاب كان مدرباً للوثبة، وتمكن حينها من الفوز بثلاثية أدت إلى تغيير (ديموغرافي) في جسم فريق جبلة، وهاهو الشمالي يعود اليوم مع الساحل للقاء فريقه الأسبق بوضعية حرجة لأصحاب الأرض، ومريحة نوعاً ما للضيوف.
وفي الجانب السحلاوي، سنشهد مجموعة من اللاعبين سبق لهم أن لعبوا لجبلة، وكسبوا احترام جماهيره، ففي الموسم الماضي كان مجد شلهوم ومحمود الصالح يشاركان في عودة الفريق الأزرق إلى الدوري الممتاز، وفي موسم الهبوط الأخير لجبلة، كان حسن خضور ومؤنس أبو عمشة يسمعان آهات الجبلاويين على المدرجات وفي شوارع المدينة.
بكل الأحوال ستكون المواجهة غدا حامية الوطيس، وستشكل نقلة مهمة لكلا الفريقين ( سلباً أو إيجاباً)، وكما غيرت مباراة الذهاب كثيرا من التفاصيل في مسيرة الفريقين، قد تغير مباراة الإياب غدا تفاصيل أخرى في رحلتهما نحو البقاء بين الكبار.
غيث حسن