الوحدة 20-8-2020
فشلت محافظة اللاذقية في تأمين حال استقرار لمياه الشرب، وأضحت أزمة المياه في عاصمة المياه تشكل هاجساً إضافياً لسكان المحافظة (ريفاً ومدينة)، يضاف إلى متاعب الحياة، وشظف العيش الراهن.
المياه لا تستورد..
عندما نتعايش مع فقدان أو غلاء مادة مستوردة، نعزي الأمر مباشرة إلى العقوبات والحصار، وارتفاع أسعار الصرف، ونقبل على مضض تصريحات المسؤولين ، وحججهم، ولكننا نعرف أننا نمرّ بظروف قاسية، وننفث ما في صدورنا كيلا نموت بعلّتنا، إلا أننا لا نجد من يفتي لنا بماهية انقطاع مادة ننتجها بوفرة، ونتغنى بكثافتها، وهذا هو لسان حال المواطن يقول بكل اللغات: أين مياهنا؟ وأين معدلات الهطول العالية؟ وأين تلك الصور ومقاطع الفيديو لشلالات تنهمر، وأنهار تسيل بسرعة البرق، ومفيض أنهار لم تستطع استيعاب حجم المياه الواردة إليها؟.
كل ذلك بلا جواب شاف، ولا حجة مقنعة، والنتيجة دائما تأتي على لسان المعنيين: نعمل لأجلكم!.
ماذا أعددتم لأيام كهذه…
معظم ما يقدم للمواطن في سلسلة الردود على الشكاوى يتمحور حول أعطال هنا وهناك، وتعديات على خطوط الجر، و ضعف في تغذية التيار الكهربائي مما يمنع أو يؤخر عملية الضخ، وكلها ردود منمقة، ولكنها لا تروي عطشان، ولا تنقذ شجرة قاربت الهلاك.
السؤال المشروع دائماً، ماذا أعددتم لمثل هذا اليوم؟ وكيف تحضرتم لفصل الصيف؟، وهل أجريتم الصيانة المطلوبة لتفادي هذه المشكلات المزمنة؟، بالتأكيد لا، وكما قال كليب بن ربيعة: ( شوف الجرح يعطيك النبا)، ونحن نرى النتائج، فنحكم على المقدمات بلا قاض حكيم، والحق معنا بلا ريب.
إلى متى..
إلى متى سنفاجأ بأن الصيف حار، والشتاء بارد؟ وإلى متى سيبقى العمل بناء على توجيهات المسؤول الأعلى؟، ألم يحن الوقت بعد للوصول إلى حالة طبيعية، يؤدي كل فرد فينا مهامه بلا توجيهات؟.
إن الكارثة الحقيقية تكمن في خمول من يتقلدون المناصب وينتظرون أن تأتيهم الأوامر كي يقوموا بعملهم، فهذه الحالة المشلولة تراكم الأخطاء وتؤدي إلى الترهل، وفي كل مرة نحتاج لمسؤول كبير كي نعالج الأخطاء بعد أن تصله صرخة مواطن أو شكوى من بريده الالكتروني.
تقودنا الأزمات المتتالية إلى استنتاج لا نلام عليه، فقد ثبت لنا بالدليل القاطع أن الأغلبية لا تعمل بنصف طاقتها، وترحل المشكلات إلى حين تفاقمها واستحالة حلها بالشكل المثالي، فلو أن الضمير يحافظ على صحوته، لما أرهقنا عمالنا في صيانة خط لجر الماء ،أو شبكة كهربائية في عز الحاجة لهما، ولما كنا نعيش نفس المعاناة مع كل صيف وكل شتاء.
فصل الصيف يقارب على الانتهاء، ولازالت الشكوى تعم فضاءات المواطنين، وها هو الشتاء على الأبواب، ونحن بانتظار شكاوى أخرى نصفها مشتركة مع الصيف، فيا حبذا لو نتدارك ما ينتظرنا، ونعمل بكل طاقتنا كي نشعر بأن شيئاً ما قد تغير!!!!.
غيث حسن