فهل ينفع؟

الوحدة 23-7-2020

فجأة.. وبعد العيش لشهور طويلة في ظل المخاوف من كورونا ملأ العالم رعباً, وهزائم..

 يقرر المصرف التجاري بطرطوس منع مراجعيه من الدخول إليه إلا بوضع الكمامات على الوجوه.

ويقف موظف أمام الباب الرئيسي, يمنع المتزاحمين المتلاصقين من الدخول..

حتى يذهبوا إلى أقرب صيدلية, وشراء كمامة..

ويصيح بصوت مرتفع: بمئتين فقط تحصل على كمامة..

يترك البعض المكان مغادرين..

تصيح سيدة عادت للتو, وهي تحاول وضع الكمامة التي اشترتها: بأربعمائة, وليس بمئتين..

تصيح أخرى: نفدت الكمية من الصيدلية..

وبينما يصر العامل النشيط على تطبيق القرار, تتعالى الأصوات المؤيدة, والمعارضة له..

في الداخل.. لم يكن, ولا أي موظف يضع كمامة, ولا المراجع الذي لم يتعود بعد على إغلاق أنفه, وفمه في آن معاً والحديث..

 إذاً فالكمامة هنا جواز مرور فقط ..  كل الذين دخلوا رفعوها, ووضعوها في جيوبهم, أو في محافظهم.. لاستخدامها في ظروف مشابهة مستقبلاً, ومضوا لإنجاز معاملاتهم التي أتوا من أجلها.

تقول موظفة بغضب من شدة الازدحام: المعاملات كثيرة, والمراجعون أيضاً..

 والسبب في القرار الذي خرج مؤخراً, حيث يفرض على كل بائع, وفي كل مجال: سيارة, بيت, مركب بحري, أو حتى لانش, دراجة نارية .. أن يملك رصيداً في البنك..

من هنا ازداد الازدحام, وضاقت الصالة الفسيحة بمراجعيها.. إذ يفتح المراجع حساباً في أي مصرف بخمسة آلاف ليرة هي الحد الأدنى, ويمضي ليتابع صفقة البيع, أو الشراء.

وتضيف بحزن: هذا المبلغ البسيط لن يدعم ليرتنا الحزينة هذه الأيام كما هو متوقع, ومتأمل.. بل وقفت حائلاً دون تحقيق العديد من الإجراءات ببساطة.

تقول أخرى: اليوم يعيش المواطن السوري أزمة اسمها (لقمة العيش).. أما الكورونا شاغل الدنيا الذي لم تنفع معه كل السبل, وشهد العالم مصائب دول كانت تعتبر نفسها الاقوى, والأهم, باتت تعد موتاها يومياً, وأخيراً.. وصلنا الوباء.. وما نزال نقبَل بعضنا عند اللقاء, وعند الوداع..

ونسأل: هل من واع يغسل يديه بعد كل مصافحة, وسلام؟

 وهل يبتعد عن الجمع, وهل؟.. لو كان الفقر رجلاً لقتلته.. مقولة نرددها ونحن نرى, ونشهد.. ونقول: لو كان الجهل رجلاً لقتلته, فالفقر فقر العقول..

وخير مثال: زيارة مصرف في هذه الأيام لترى العجب, وتحزن فقط .. إذ لا ينفع الكلام.

سعاد سليمان

تصفح المزيد..
آخر الأخبار