النبيذ إلى قائمة منتجاتها القادمة منشأة قدسية بالحفة تجربة ناجحة تجاوزت المحلية ووصلت إلى الأسواق الخارجية

الوحدة 22-7-2020

 

بدأ عمله من خلال ورشة صغيرة لتقطير مختلف أنواع الزهور وصناعة الخل والدبس بأنواعه وتعرض للتعثر لأكثر من مرة لكن إرادته القوية وإصراره على النجاح مكنته من تجاوز العقبات والانطلاق من جديد فكان قرضه الذي أخذه من هيئة مكافحة البطالة النقلة النوعية التي مكنته من الانطلاق من جديد والدخول في مرحلة إنتاجية جديدة تمكن من خلالها من الوصول إلى الأسواق الخارجية معتمداً في ذلك على جودة إنتاجه ومنافسة أسعاره التي كانت له الأداة التي اكتسب من خلالها ثقة زبائنه في الأسواق الداخلية والخارجية.

استثمار المتاح

هذه هي باختصار حصة موفق قدسية وتجربته الإنتاجية التي حاول من خلالها استثمار ما تملكه منطقته الحفة من مقومات وإمكانيات في سبيل الوصول إلى منتج يستثمر المتاح لتحقيق قيم مضافة تسهم في تحقيق الفائدة الشخصية وتحقيق الربح المعقول له وتتيح فرص عمل للشباب الباحث عنه وتدعم الاقتصاد الوطني من خلال الموارد المالية الناجمة عن التصدير أو توفير القطع اللازم لاستيراد من الأسواق الخارجية.

خط إنتاج جديد

وفي التفاصيل يقول قدسية بأن خططه الحالية تتضمن العمل لإنتاج النبيذ من خلال خط الإنتاج الجديد الذي يعتمد على إنتاج العنب الذي سيزرع في الأرض التي خصصت للمحصول في قرية المجدل والتي يعول عليها لإنتاج العنب العصيري الذي سيتم من خلاله استخراج النبيذ الذي سيتم تسويقه داخلياً وخارجياً والذي سيعتمد في إنتاجه أيضاً على العنب الذي سيأتي به صاحب المنشأة من السويداء ومنطقة زيدل بحمص مضيفاً بأن هذا الخط الجديد سيضاف إلى الخطوط الإنتاجية القائمة لديه والتي تتضمن إنتاج مختلف أنواع الشرابات الطبيعية / توت شامي – تمر هندي – شراب الحمضيات الطبيعية / والتي يعتمد في الحصول على مادتها الأولية من منطقة الحفة بشكل رئيسي إضافة لاستخراج ماء الزهر وماء الورد والحصرم وتقطير الزعتر الخليلي والتي يصدّر إنتاجها إلى العديد من الأسواق الخارجية مثل السعودية والأردن والتي طلب إنتاجها قبل الأزمة إلى أسواق العراق وقطر ويضيف قدسية بأن معمله يؤمن وإضافة للجانب الإنتاجي الذي ذكرناه فرص العمل لخمس أسر بشكل دائم علماً بأن هذا العدد كان يصل إلى 14 أسرة قبل الأزمة بعد الإشارة إلى أن متوسط الرواتب التي يدفعها لعامليه يصل إلى نحو 50 ألف ليرة سورية .

طبيعية 100%

ويؤكد قدسية بأن جميع منتجاته هي منتجات طبيعية 100% تعتمد على ما تجود به طبيعة منطقة الحفة ولها فوائد طبية وصحية وغذائية كبيرة / ماء الزعتر – الميرمية – دبس الرمان والخرنوب مشجعاً أصحاب الأراضي في المنطقة على زراعة الأصناف التي يعتمد عليها في صناعة هذه المنتجات بعد إبداء استعداده لشراء ما ينتجونه منها مباشرة والإشارة إلى الجدوى الكبيرة لمثل هكذا زراعات مقارنة بباقي الزراعات الأخرى كالحمضيات والزيتون وغيرها إن كان لناحية مقدار الخدمة المطلوب لها أو التكاليف التي تدفع لإنتاجها.

انعكاسات الأزمة

وكما تركت الأزمة انعكاساتها على مختلف جوانب حياتنا فإنها أرخت بظلالها على المنتجات التي يتعامل بها قدسية في عمله إن كان لجهة الطلب على ذلك الإنتاج والذي قل نتيجة لترتب أولويات أهم على قائمة المطالب اليومية للمواطن الذي بات يركز على المواد الأساسية كالرز والسكر والخبزو.. أكثر من المنتجات التي ينتجها في منشأته والتي باتت تعد عند البعض من الكماليات خصوصاً مع الارتفاع الحاصل في أسعارها بفعل تذبذب أسعار الصرف أو ارتفاع تكاليف الإنتاج والمعدات اللازمة له كأجهزة التقطير والخزانات التي باتت أسعارها عالية جداً أو الزجاج الذي وصلت أسعار العبوة منه ذات السعة 500 ملم إلى 400 ليرة بعد أن كانت قبل الأزمة بحدود 10 ليرات سورية وذات السعر بالنسبة للكرتون والذي وصلت أسعاره إلى 1000 ليرة سورية وذات الأمر ينطبق على المواد الأولية اللازمة للإنتاج ومنها التفاح الذي وصلت أسعار الكيلو من الدرجة الرابعة منه إلى 400 ليرة سورية .

أو الرمان الذي وصلت أسعاره إلى 150 ليرة والتوت الشامي الذي أضحى بسعر 1800 ليرة بعد أن كان حوالي 40 ليرة سورية أو الخرنوب الذي يباع بـ 175 ليرة للكغ .

ويضيف قدسية أن ارتفاع التكاليف زاد أيضاً من أسعار المنتجات التي ينتجها حيث أضحى سعر دبس الخربوب يصل إلى 2500 ليرة  سورية للكيلو وماء الزهر 2500 ليرة للعبوة من قياس 750 ملم وذات السعر للعبوة من ماء الورد مؤكداً أن كورونا والحظر الذي تم بموجبه والعقبات الداخلية والخارجية  التي ظهرت بنتيجته أثرت سلباً على عمله إن كان لجهة الطلب على المنتجات أو إمكانية تصديرها إلى الخارج معرباً عن أمله بانتهاء هذه الأزمة بعد إبداء التفاؤل بعودة الأمور إلى الأفضل في حال التخلص من آثار هذه الظروف مجتمعةً على عمله.

كما بين قدسية بأن الظروف الجوية التي سادت أثرت على إنتاج المواد الأولية اللازمة لصناعته معرباً عن أمله بتحسن الأوضاع خلال المرحلة القادمة منوهاً بالدعم المقدم له من قبل مديرية الصناعة واتحاد الحرفيين باللاذقية وتوفر المواد الأساسية اللازمة لعمله وأهمها الغاز الذي تم تأمينه معرباً عن أمله بالمزيد من الدعم الحكومي له ولأمثاله وذلك بغية دعم الاقتصاد الوطني والصناعة المحلية مقترحاً طرح الدولة الأراضي التابعة لأملاكها في الحفة للتأجير أو لأي صيغة لاستثمارها في زراعة المحاصيل التي تدخل في عمله بعد الإعلان عن استعداده لتوفير كل الشروط التي تكفل الاستثمارات لمثل هذه الأراضي في زراعة المحاصيل التي تخدم العملية الإنتاجية لمنشأته والتي أعرب عن أمله بأن تتوسع لتشمل منتجات جديدة مثل: العنبرية أو الليكور الذي يقدم في أعياد الميلاد والذي يعتمد في إنتاجه على الحنبلاس البري الأسود أو دبس السماق أو غير ذلك من المنتجات الأخرى التي تستثمر ما يتوفر في الطبيعة السائدة في منطقة الحفة وباقي المناطق.

وفي الختام

ختم قدسية حديثه بالإشارة إلى الفرص الكبيرة التي تمتلكها سورية والتي توفر مصدراً هاماً للدخل وتوفر الكثير من المنتجات التي نحتاجها في حياتنا اليومية مشدداً على ضرورة الالتزام بالجودة الإنتاجية لكسب ثقة المستهلك بعد الإشارة إلى أنه وصل إلى الأسواق الخارجية بعد الداخلية بإنتاجه العالي الجودة ذو السعر المنافس ولم يستعمل الإعلان مرة للترويج لمنتجاته بل أن الجودة هي التي كانت سفيرة للوصول محذراً من الأساليب التي يلجأ إليها البعض لتحقيق الربح السريع والتي تغيب عنها أخلاقيات العمل السليم مؤكداً أن أمثال هؤلاء يربحون لمرة ويخسرون في النهاية لأن ثقة المستهلك إن فقدت بإنتاجك فلن يكون استرجاعها بالأمر السهل.

نعمان أصلان

تصفح المزيد..
آخر الأخبار