الوحدة 16-7-2020
يعدّ التاسع عشر من تموز لعام 2020 موعد انتخابات مجلس الشعب المرتقبة ويوماً حاسماً ودليلاً قاطعاً على أن سورية دولة ديمقراطية تضمن حق المواطن في حرية إبداء رأيه في انتخاب ممثليه إلى مجلس الشعب وهي رسالة مكملة لانتصارها على الإرهاب، فالمهمة الملحة اليوم بالنسبة لسورية هي في اجراء هذه الانتخابات الدستورية ليمارس الشعب السوري الصامد على أرضه حقه في انتخاب ممثليه وفي تقرير مستقبل بلاده.
نعيم علي ميا، شاعر وأديب، قال: أشكر صحيفة الوحدة التي عوّدتنا أن تكون بين النّاس في كلّ الأوقات حلوها وأحلاها ولا أقول غير ذلك بل لأني مؤمن بأنّ الحياة لا بدّ سائرة من الجميل إلى الأجمل ومن الحَسَن إلى الأحسن، أما بالنسبة لموضوع انتخابات مجلس الشّعب أقول: تبقى الحياة الهانئة والسعيدة هدف الفرد في أي مجتمع ولا بدّ لتحقيق هذا الهدف من العمل بجدّ وتسخير طاقات المجتمع لخدمة وتحقيق ذلك ولطالما أنّ مجلس الشّعب مُنتخب من قبل الشعب على تنوّعه وتعدّد شرائحه وفئاته فإنّه من المؤكّد تقع على النّاخب مسؤوليّة اختيار الأفضل، طبعاً كل المرشحين من الطبيعي أن يكون هدفهم خدمة المجتمع والعمل على تقدّمه، كما على عضو المجلس المُنتخَب أن يكون محلّ الثقة التي منحه إيّاها أفراد مجتمعه وبهذا يصبح مجلس الشعب بأكمله مؤتمن على المجتمع وأفراده ومؤسساته كونه سلطة تشريعية نافذة تشرّع كل ما يصبّ في خانة خدمة الوطن وأبنائه الذين ما بخلوا ولن يبخلوا ببذل الغالي والنفيس، الحقّ أقول: كلّ منّا ومن موقعه باستطاعته أن يقوم بما يجعل المجتمع كلّه أشبه بمجلس مفتوح سقفه الوطن وهدفه مصلحة الوطن ولا ننتظر من عضو مجلس الشعب المنتخَب أن يأتي إلينا بل علينا أن نذهب إليه ونحاسبه على الثقة التي منحت له ماذا فعل ليترجم هذه الثقة ؟ أي أن المطلوب ليس فقط من أعضاء مجلس الشعب فقط بل من أفراد المجتمع أيضاً وهنا عليهم أن يكونوا على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقهم وهذا ما يدعوني إلى القول: لا يظننّ عضو مجلس الشّعب أنّه حصل على امتياز بل عليه أن يُدرك أنّه تم تحميله مسؤوليّة وهذه المسؤوليّة إنما تُلقي على عاتقه التواصل مع الناخبين ليس فقط للوصول إلى المجلس بل للوصول إلى مجتمع أفضل ينعم فيه الأبناء والأحفاد بالراحة والسعادة ولن يكون ذلك إلا إذا اقتنع عضو المجلس بأنّه سيُحاكَم ويُحاسب من قبل الجميع سواء المؤسسة أم المجتمع لذا أخلص في النهاية إلى القول: أيها الناخب لا تجامل ولا تتردّد في اختيار من يمثّلك خير تمثيل وأنتَ أيّها العضو المنتخَب عليك أنْ تعلم أنّ هذا الصّوت الّذي مُنحتَه إنّما سيكون جواز السّفر وعليك أن تختار وجهة سفرك.
عدوية ديوب، فنانة تشكيلية ورئيسة جمعية المكتبة العمومية للأطفال، قالت: عمل أعضاء مجلس الشعب بحسب ما أراه هو حلقة الوصل بين التشريع والتطبيق والرؤى.. التشريع الذي يلبي متطلبات واحتياجات شعبية ومؤسساتية وينظر بالتطبيق الذي يلبي الاحتياج ويقدم رؤى ومخارج عملية وواقعية تلبي الواقع وتدعم تأصيله الشعبي والوجداني مراعياً كل الظروف والمصالح المشتركة للعقد الاجتماعي الذي يجمع كل الشرائح والطبقات والطوائف ويصهرها في إطار المواطنة الفعالة والمنتجة ويحقق شراكة فعالة مع كل مؤسسات الدولة والقطاع الأعلى ديدنها المتابعة والمراقبة والمحاسبة ولا يكتفي بذلك بل يقدم رؤى مستقبلية نظرً للظروف والمستجدات التي تكتسح العالم ونحن جزء من هذا العالم وعلينا أن نكون فاعلين ولسنا مشاهدين ومصفقين.. المجلس مؤسسة رسمية دفعنا ثمن تأسيسها غالياً تبث روحها من خلال الأعضاء والذين يتم اختيارهم بآراء وأصوات الشعب لتمثيلهم في التشريع الذي يحفظه الدستور وبالتالي المسؤولية مشتركة فالاختيار والتصويت مسؤولية والترشيح ورؤية الكفاءة الذاتية وقدرة العضو الفكرية والاجتماعية والمعرفية ونشاطه الصادق والحقيقي وليس البرستيج هو مسؤولية عظيمة أمام نفسه والمجتمع.. وذلك يدفعنا للقول أن الكثير من الأعضاء لم يكونوا على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقهم ولم يتمتعوا بالوعي لأهمية هذا الدور وحتى لم يجتهدوا لمعرفة المزيد وبقوا في إطار ذاتي وأناني ضيق وخير مثال ما نحن فيه ولا سيما خلال الحرب على سورية وعدم قدرة المجلس على اكتساب الثقة والدعم الشعبي اللازم وهنا نذكر بالإعلام وأهميته في طرح الجلسات مباشرة في كل القضايا الخدمية والمؤسساتية وأداء أصحاب القرار في الدولة مراعياً الأمن الوطني والقومي لاعتبارات جميعنا يقدرها ولا سيما في الظروف الاستثنائية التي تمر بها سورية ويكفي أن نذكّر عضو المجلس بالدماء الزكية التي روت الأراضي السورية للحصول على الاستقلال عبر تاريخ سورية وحالياً المعركة ضد الرأسمال العالمي القبيح واستخدامه الدنيء للدين للسيطرة أكثر وأكثر على العالم في مختلف الأصقاع وفي الأراضي السورية والسرقة المباشرة أمام كل العالم لثروات سورية الحبيبة ..ليعرف المرشح للمجلس أهمية دوره السياسي والاجتماعي والإنساني وفي حال عدم قدرته على قيادة المرحلة مع المواطن والجندي العربي السوري والمؤسسات في الجمهورية العربية السورية عليه الانسحاب ومنح الفرصة لمن يستحق أكثر.
بولس سركو، فنان تشكيلي قال: أختصر كل التفاصيل القادمة بعنوان: نريد مجلساً للوطن والشعب وهذا العنوان هو نتاج الظروف الاستثنائية القاسية التي تمر بها بلادنا حيث تدنس أرضنا أحذية جنود أمريكيين وعثمانيين جدد وصهاينة وفلول من مجموعات إرهابية مسلحة شكل اندحارها أمام جيشنا العظيم صعقة لحاضنتها وراعيتها الأساسية الولايات المتحدة الأمريكية ففرضت الحصار الخانق على بلدنا وهو حرب تجويع غير شرعية وظالمة كبدت اقتصادنا خسائر هائلة وركوداً وانكماشاً وانعكست على الواقع الاجتماعي بشكل غير مسبوق من ارتفاع جنوني في أسعار السلع والخدمات الأساسية وتراجع قيمة العملة المحلية لدرجة أن 82% من شعبنا بات تحت خط الفقر ، إنها جريمة دولية تمارس ضد سورية وهذا الواقع يحمل من سننتخبهم كممثلين لنا في مجلس الشعب أعباء هائلة ومهاماً من نوع خاص . نأمل من ممثلينا القادمين في مجلس الشعب ممارسة واجبهم الوطني بنجاح في سن التشريعات التي تلائم هذا الظرف التاريخي للمحافظة على سيادة بلدنا ووحدة أرضه وشعبه والدفاع عن مصالح هذا الشعب الصابر ولقمة عيشه بالدرجة الأولى والبحث عن الوسائل التنموية التي تكفل أمننا الغذائي وحماية بلدنا من آفة الجوع وتبعاتها كما نأمل السعي لإعادة الإعمار وعودة المهجرين قسراً إلى بيوتهم . ونحن نقول : الانتخابات إنجاز كبير للشعب السوري ووفاء للتضحيات التي يقدمها الجيش العربي السوري وهي رسالة للعالم بأن سورية ثابتة وصامدة بكل مؤسساتها رغم كل الظروف. وأن الشعب السوري سيمارس حياته السياسية والاجتماعية بشكل حر وسيادي وسيثبت بأن هذه الانتخابات ستكون استحقاقاً وطنياً استثنائياً مشرّفاً يواكب تضحياته في جميع مجالات الحياة التي يحاول العالم المتآمر قطع كل مقومات وسبل العيش الكريم عنه.
ريم ديب