أعداء النجاح…

الوحدة: 2- 7- 2020

 

تبدأ الحرب على الشخص الناجح منذ أن يكون تلميذاً في المدرسة الابتدائية حيث لا يجد بين زملائه أصدقاء يقبلون به لأنه متفوق عليهم فيتم عزله منذ اليوم الأول وعليه الاختيار بين النجاح والتفوق أو العلاقات الاجتماعية ومع التدرج في السلم الدراسي يتجلى هذا المشهد إلى درجة تكون مبهرة إذ يعتمد الكثير من التلاميذ إلى عدم إظهار كامل إمكاناتهم حرصاً منهم على أن يظلوا مقبولين في دائرة الأصدقاء ثم يندرج ذلك المتفوق دراسياً ليصبح موظفاً وفي أغلب الأحيان فإن الطالب المتفوق يكون نتاج أسرة متماسكة وأبوين على درجة كبيرة من الوعي والمسؤولية ويجد منهما الدعم والتشجيع فيكون البيت بيئة ابتكار وتقدير للإبداع.

بينما الطلبة الفاشلون الذين سيشكلون مع الوقت كتيبة أعداء النجاح المقاتلة على الخطوط الأمامية بدءاً من المدرسة وانتهاء بالعمل هم نتائج أسر مفككة وفاشلة وأبناء بيوت تعاني ضللاً كبيراً في التواصل الأسري والتفاهم وتغيب فيها أي تلك البيوت روح المودة والمحبة والتآلف والأمان فينشأ نتيجة ذلك أبناء مضطربون نفسياً وسلوكياً ينشرون الأذى حيثما حلوا ويحيلون حياة الناجحين إلى دمار.

وفي الوقت الذي ينشغل فيه الناجحون بالمزيد من النجاح يتحلّق أعداء النجاح حول بعضهم ويحيكون الدسائس ويخرقون الأقاويل الباطلة ويفترون على (عباد الله) من دون حق لتخريب وتهميش وتحطيم أي نجاح خاصة إذا كان الناجح من النوع العصامي الذي ليس له ظهر وغير مسنود من أحد سوى إخلاصه ووعيه وعلمه وإبداعه وكلما زاد حجم نجاحه زادت كتيبة محاربيه حتى تصل تلك الكتيبة إلى حجم جيش له جنرالاته وقادته الفاشلون وقمة نجاحهم هي يوم سقوط ذلك الشخص الذي وصل إلى ما وصل إليه لأنه لم يضيع وقته في التآمر ونقل الوشايات بل قضاه في العمل الناجح.

وإذا كان الشخص الناجح امرأة فإنها تلقى منهم التشجيع والتأييد في البداية ولكنها إذا قطعت شوطاً أكثر من اللازم في سلم النجاح فإن الهجمة تكون عليها أشرس وقد تفاجأ بأن كتيبة محاربيها قريباً أو عزيزاً كالزوج أو الأخ فهما في المجتمع الشرقي عادة لا يحتملان مثل هذا النجاح الذي كان من الأولى أن يكون من نصيب أحدهما أي الزوج أو الأخ وهكذا تعاني المرأة الناجحة من الأمرين عندما تصبح في المواقع القيادية ويتوجب عليها أن تصمد في مواجهة محاربي النجاح وأن تكون مديرة ناجحة وربة بيت ناجحة وتلك من أصعب التحديات التي تواجه المرأة الشرقية.

فهناك من النساء من تقاوم وتستمر في صعود سلم النجاح وبعضهن يستسلمن ويسلمن الراية لكتيبة أعداء النجاح.

ولعل ما يجب أن يفعله أي شخص ناجح سواء أكان رجلاً أم امرأة هو الإصرار والمثابرة لأن كيد الشيطان دائماً وأبداً ضعيف..

لمي معروف

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار