نخر الأسنان (التسوس) عند الأطفال

الوحدة: 22- 6- 2020

 

ماتزال الإصابة بنخر (تسوس) الأسنان عند الأطفال، تشكل أحد أكثر الأمراض انتشاراً وشيوعاً لديهم، رغم أنه يعد من الأمراض القابلة للوقاية.

المفتاح الأساسي لصحة الأسنان الدائمة، هو الحفاظ على الأسنان اللبنية عند الأطفال، لأن أية إصابة في جذورها، تسبب نشوء بيئة غير ملائمة لظهور الأسنان الدائمة، كأن تتسبب في ازدحام، وتراكب الأسنان.

ولمعرفة أسباب، و أعراض نخر (تسوس) الأسنان عند الأطفال، وأهمية استخدام الصورة البانورامية في العلاج، وكيفية المعالجة الناجعة والناجحة، والطرائق الواجب اتباعها للمحافظة عليها بشكل صحي صحيح و سليم، التقت (الوحدة) الدكتورة ديما وفيق ديب اختصاصية في طب الأسنان وجراحتها، ماجستير في طب أسنان الأطفال، وكان معها الحوار التالي…

– ما أسباب النخر أو ما يعرف بالتسوس عند الأطفال؟

بالتأكيد، إن أبرز أسباب النخر، تنتج عن تراكم الطعام الحاوي على الكربوهيدرات (السكريات والنشويات) على أسطح الأسنان، مثل: (الحليب، المشروبات الغازية، السكاكر، الحلويات، عصير الفواكه، الزبيب، والخبز) حيث تقوم البكتيريا الموجودة بشكل طبيعي في الفم بتحويل هذه الأطعمة إلى حمض، وبالتالي تشكل ما يسمى باللويحة السنية الجرثومية، والتي تلتصق بالأسنان، ومع الوقت تٌحدث تآكلاً في ميناء الأسنان، مسببة النخر (التسوس).

– ماهي أعراض النخر السني؟

تختلف أعراض النخر السني من طفل إلى آخر، ففي بعض الأحيان لا يشعر الطفل بأية أعراض، ولا يعلم بوجود أية حالة نخر لديه إلا بعد الفحص الدوري من قبل طبيب الأسنان، ولكن من الممكن أحياناً أن يشعر الطفل ببعض الأعراض من خلال الحالتين التاليتين:

* الألم في المنطقة المحيطة بالسن.

* الحساسية عند تناول أطعمة محددة، مثل: (السكريات، الأطعمة الباردة أو الساخنة).

– كيف تتم معالجة النخر السني لدى الأطفال؟

يعتمد علاج النخر على الأعراض الموجودة لدى الطفل، وعمره، ووضع الحالة الصحية العامة للطفل، وتتم إجراءات المعالجة وفقاً للحالات التالية:

في حال النخور البدئية، التي غالباً لا تترافق بوجود أعراض، تتم إزالة النخر، ووضع حشوات تعيد للسن الناحية الوظيفية والتجميلية، وفي حال كان النخر بين متوسط إلى عميق، عندئذ تتم المعالجة بإزالة النخر، والجزء المتضرر من اللب (معالجة لبنية كاملة، أو جزئية)، ومن ثم وضع الحشوات اللازمة، أما في بعض الحالات المتقدمة والمهملة، فقد يتم اللجوء إلى قلع السن المتضرر، ووضع حافظة مسافة بمكان القلع (وهي جهاز بسيط يوضع في الفم مكان السن المقلوع ليحافظ على المسافة اللازمة لبزوغ السن الدائم).

– هل الإرضاع الطبيعي للطفل ليلاً في أثناء خلوده للنوم له علاقة مباشرة ومؤثرة بشكل سلبي على نخر الأسنان؟

بلا شك، تعد الرضاعة الليلية من أهم الأسباب المؤدية للنخور المبكرة عند الأطفال، ولذلك ينصح بفطم الطفل بعد عمر السنة، كما أنه يجب تناول الحليب بالكأس وتفريش الأسنان قبل النوم، وعند الضرورة يتم إعطاء الطفل الماء فقط ليلاً، مع التأكيد على تجنب أي مشروب يحتوي على السكريات.

– ماذا عن أهمية استخدام الصورة البانورامية في التخطيط للعلاج؟

تعطي الصورة البانورامية فكرة واضحة عن كامل الفم، نستطيع من خلالها مراقبة تطور الأسنان الدائمة، كما تكشف لنا الاضطرابات التطورية في عدد الأسنان كنقص بعض الأسنان، أو وجود أسنان زائدة، إضافة إلى كشف الاضطرابات والمشكلات، التي لا يستطيع الفحص السريري وحده كشفها، ناهيك عن أنها تلعب دوراً مهماً في كشف وجود إنتان، أو خراج والمراقبة بعد الأذيات الرضية للأسنان.

– برأيك، ما الطرائق والخطوات الناجعة التي يجب اتباعها للوقاية من النخر السني؟

يمكننا حماية أسنان الأطفال من الإصابة بالنخر، وذلك من خلال اتباع بعض الخطوات الضرورية البسيطة وأهمها:

* يجب البدء بتنظيف أسنان الطفل عند ظهور أول سن لبني باستخدام قطعة شاش صغيرة، وعند البزوغ اللاحق للأسنان نقوم بتفريش الأسنان بمعجون أسنان خاص بالأطفال يحتوي على الفلورايد.

وبالنسبة للأطفال الأصغر من عمر ثلاث سنوات، تحدد لهم كمية المعجون بحجم حبة الرز،أما عند الأطفال الأكبر من ثلاث سنوات، فتكون كمية المعجون بحجم حبة البازيلاء.

* استخدام الخيوط السنية للأطفال مرتين يومياً، وذلك بعد عمر السنتين.

* ضرورة اتباع الغذاء الصحي والمتوازن للطفل، وذلك بالحد من الوجبات الخفيفة الحاوية على كمية كبيرة من السكريات، مثل (رقائق الشيبس، السكاكر، الحلويات).

* التأكيد على عدم استخدام زجاجة الحليب ليلاً، ولهذا يمكن أن نضع فيها الماء فقط، لأن أي مشروب يحتوي على السكريات سوف يسبب النخر.

* في حال كان الطفل يعيش في منطقة لا تحتوي مياه مفلورة (لا تحوي فلورايد في مياه الشرب) يمكن إعطاء الفلور، كما يمكن القيام بالإجراءات الوقائية من قبل طبيب الأسنان (فلور – سيلانت) التي تحمي الأسنان من النخر السني.

* الزيارة الدورية لطبيب الأسنان كل ستة أشهر من أجل فحص الأسنان، والقيام بإتباع الاجراءات الوقائية اللازمة.

الحسن سلطانة

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار