العدد: 9300
26-2-2019
لا تحتاج نتائج منتخبنا الأولمبي لكرة القدم إلى تحليل علمي كي نعرف أن الوضع ليس على ما يرام، وأن المنتخب لن يكون عند حسن ظننا في التصفيات الآسيوية.
منتخبنا فشل إلى حد الآن في الفوز على كل المنتخبات التي واجهها ضمن رحلته الاستعدادية باستثناء لقاء يتيم مع البحرين، وهذا الأمر يدلل على أنه ثمة مشكلة في طريقة التحضير، أو ربما في إمكانيات اللاعبين، وفي كلتا الحالتين لا نملك المعلومة الكافية لنبني رأيا صائباً، فكما يعلم الجميع، مازال اتحاد الكرة يلتزم الصمت، ويحتفظ بالمعلومة لنفسه تاركا للجماهير تأويل أي شيء على هواهم.
ربما نظن أن الخسارات وعدم تحقيق الفوز يساعدنا على اكتشاف أخطائنا من أجل تصحيحها في قادمات الأيام، وهذا الظن سيكون في مكانه لو أن تغيراً ما قد طرأ على أداء المنتخب ونتائجه، ولكن ما رأيناه أن الأولمبي خسر أيضاً في لقاء محلي مع نادي الشرطة، وتعادل في لقاء آخر مع الوحدة، وإن كان التطور بالنسبة للقائمين على المنتخب يقاس بهذه الطريقة، فأبشروا بنتائج مخزية في الاستحقاق الآسيوي.
الأمر المريب الآخر هو تكرار الإصابات في صفوف اللاعبين، وليست أي إصابات، فالرباط الصليبي لمعظم المجموعة في خطر بعدما رأينا كلا ًمن نعيم غزال وأحمد العليان وسليمان ابراهيم يتعرضون لنفس الإصابة القاسية التي أنهت مواسمهم ، وقد تهدد حياتهم الرياضية.
وكي نكون منصفين، أجرينا بحثاً موسعاً عبر الشبكة العنكبوتية لنعرف أسباب هذا النوع من الإصابات، فوجدنا خلاصة تقول:
إن ضعف العضلات المؤثرة على حركة الركبة، والإجهاد المستمر، وعدم التناسق العضلي العصبي، يؤدي إلى الإصابة بقطع الرباط الصليبي، وهذه العوامل مجتمعة يتحمل مسؤوليتها القائمون على تحضير المنتخب، فهم – كما يبدو لنا – لا يملكون أدواتهم العلمية لمنع هذه الإصابات، مما يجعل أي لاعب في المنتخب عرضة للإصابة في المستقبل.
وفي الإحصائيات . . . وجدنا أن المنتخب الأولمبي تلقى 14 هدفاً في تسع مباريات دولية ودية، بمعدل 1.55هدفاً في المباراة الواحدة، وهذا الأمر أيضاً يؤكد أننا نعاني من مشكلة حقيقة في الخط الخلفي، والمشكلة لم يتم التعامل معها حتى الآن، والدليل أننا شهدنا تلقي المنتخب لثلاثة أهداف في لقائي الشرطة والوحدة المحليين، وإن كنا ننوي أن نخوض التصفيات بهذا الضعف الواضح في الخط الخلفي، فسنكون حصالة أهداف للمنتخبات المنافسة.
وفي المباريات التسع الودية أيضاً، استطاع مهاجمونا أن يسجلوا سبعة أهداف فقط، وهذه النسبة متدنية بكل المقاييس، ولا ترسم صورة وردية لإمكانية اللاعبين على هز الشباك، علماً أن المجموعة التي تلعب في الخط الأمامي لا ينقصها الموهبة، والحس التهديفي فأين المشكلة؟.
مؤسف جداً أن يكون حال المنتخب الأولمبي بهذه الصورة بعد رحلة تحضير غنية ومتنوعة، والمؤسف أكثر أن يكون اتحاد الكرة نائم في العسل كالعادة، ولا يعرف أن أحد منتخباته يسير في طريق موحش.
غيث حسن