مبادرة طلابية في جامعة تشرين…

الوحدة 14-6-2020

 

مبادرة طلابية باشر بها طلاب كلية الهندسة الزراعية في جامعة تشرين، انبثقت فكرتها من مواقع التواصل الاجتماعي لتؤكد أن شبابنا قادر على الاستفادة من الشابكة وتسخيرها بما يعود عليه وعلى مجتمعه بالنفع ،ويعزز القيم الإيجابية وفكرة التكافل الاجتماعي…

للوقوف على تفاصيل هذه المبادرة التي تمثلت بإعادة تدوير الكتب والمحاضرات الجامعية والمستلزمات الدراسية وتأمينها لمن يحتاجها، التقينا بالمهندس الزراعي علي كفا وسألناه: من أين جاءت فكرة المبادرة وكيف بدأت؟

الفكرة جاءت عبر طرح بسيط من قبل أحد الطلاب بأن لديه كمية من المحاضرات يرغب بتقديمها لمن يحتاجها.. ردود الأفعال كانت إيجابية وتشجيعية وتحفيزية، ولاقت القبول بشكل كبير ومشاركة على نطاق واسع.

يمكننا القول إنها جاءت من وعي الشباب المدرك لما نحن فيه من واقع ومن ظرف صعب، ورغبته بتقديم أي شيء مهما كان بسيطاً.

بدأت الفكرة عن طريق صفحات التواصل الاجتماعي (الفيسبوك)، كما قلنا في مجموعة تضم طلاب كلية الهندسة الزراعية من مختلف السنوات، الانطلاقة كانت من هنا ثم امتدت إلى باقي المجموعات والصفحات فشملت طلاب السنوات الخمس وطلاب دراسات عليا ومهندسين متخرجين.

كان لوعي الجميع وإدراكهم دورّ كبير ساهم  في  تطبيق الفكرة بالإضافة لرغبة الجميع بالعمل والمساعدة والوقوف بجانب بعضهم البعض في ظل هذا الغلاء الذي نعيشه حالياً، كنا نعمل جميعاً  دون استثناء بفكر (فضلي على نفسي)، والمبادرة كانت دعوة للجميع.

– وماذا عن آلية العمل وتطبيق الفكرة على أرض الواقع؟

كان  لآلية العمل  عدة أوجه، فمنها كان عرض ما يوجد لدى الأشخاص والذي يرغبون بتقديمه عبر منشور مباشر أو عن طريق  التواصل مع المشرفين لإخبارهم بما يملك وهم يقومون بعرضه، والطلاب الذين يحتاجون شيئاً من ذلك يتواصلون مع الشخص نفسه أو مع الوسيط (المشرف).

أما الوجه الاخر فكان بوضع ما يرغب أحدهم   بتقديمه في مكتب رسمي في الكلية ومن يحتاج يذهب إلى هناك ويأخذ حاجته… الآلية كانت قائمة على  التعاون والتشارك والمساعدة.

– ما الصعوبات التي واجهتكم أثناء تنفيذ مبادرتكم؟

في الحقيقة  لم تكن هناك صعوبات كبيرة، وكان ذلك بسبب التشارك من قبل الجميع ومساندة بعضهم البعض، ولكن  لمسنا عند البعض الحرج أو الخجل من طلب ما يحتاجونه، وقد تغلبنا على ذلك  بطرح فكرة  أنك قدمت وأخذت، وهذا بحد ذاته يشعر  الطرفين بأحاسيس بعضهما، وكان  لذلك دور كبير في كسر حاجز الحرج وتجاوزه من قبل الجميع.

وعلى الرغم من  ذلك اتخذنا عدة تدابير لهذا الأمر كإنشاء رابط سري على الإنترنت تطلب فيه ما تريد دون معرفة هويتك كطلب لكتاب معين، وعند وجود شخص لديه ذلك الكتاب ويرغب بتقديمه كانا يتواصلان فيما بينهما أو يتم التواصل مع مديري الصفحات.

– هل تود أن تضيف شيئاً؟

كلية الهندسة الـزراعية وطلابها والكادر التدريسي جميعهم  سباقون في هكذا مبادرات منذ زمن بعيد، لذا أرغب بتوجيه كلمة شكر ومحبة لكل شخص ساهم في هذه  المبادرة بأي شكل كان.

ومن الطلاب المشاركين في المبادرة الطالبة نداء العلي، سنة ثانية هندسة زراعة، وقد حدثتنا عن مشاركتها قائلة: مشاركتي في المبادرة كانت من الناحية التنسيقية، قمت مع مجموعة من الطّلاب بتنسيق عملية التسليم والاستلام من الطلاب المتبرعين والمحتاجين بالإضافة الى البحث عن احتياجات الطلاب و محاولة تأمينها.

– ما الجوانب التي شملتها المبادرة؟

شملت المبادرة جوانب عديدة، من تأمين المحاضرات الورقية والمستلزمات الدراسية والأقساط الجامعية.

– هل تطورت لاحقاً عن البداية؟

بالطبع تطورت، كل يوم يطرح أحد  فكرة جديدة من أجل تأمين مستلزم جديد، كما بدأ الطلاب الميسورون بتقديم دعم جيد لتأمين تلك المستلزمات، ولاسيما ما يخص زملاءنا من ذوي الشهداء والجرحى، لأن ذلك أقل ما يمكن أن نفعله تجاه تضحيات أبطالنا العظيمة.

نور نديم عمران

تصفح المزيد..
آخر الأخبار