الوقاية.. مسؤولية أخلاقية ومجتمعية

الوحدة 9-6-2020

 

العالم أجمع أمام تحد خطير يهدد الناس ويشل حركة الاقتصاد، الفيروس الذي حط رحاله خلال فترة بسيطة في معظم الدول وتكمن خطورته بعدم وجود علاج شاف له ولا لقاح، حيث تبقى الوقاية منه هي السبيل لتجنبه ومكافحته، الداء الذي يسمع أنينه في عواصم العالم كلها وصفه مدير منظمة الصحة العالمية بأنه عدو البشرية.

منذ بداية تفشي المرض على المستوى العالمي اتخذت الحكومة السورية كافة السبل الممكنة لتلافي أخطاره وقامت باتخاذ الكثير من الإجراءات الاحترازية حرصاً على سلامة الشعب وحماية السكان والتصدي للفيروس كتعليق الدوام في المدارس والجامعات ومنع التجمعات خطر التجول وتخفيف حجم العاملين في القطاع العام والإداري بنسبة 40% لتجنيب سورية ما يحصل في العديد من الدول من تزايد انتشار الفيروس والوقاية من الوصول إلى مراحل متقدمة خطيرة.

الوعي الفردي والمجتمعي عامل أساسي في نجاح القرارات الحكومية، المبادرة الإيجابية الطيبة والإجراءات التي اتخذتها الحكومة بعودة الحياة الطبيعية تدريجياً إلى أسواقنا ومؤسساتنا وأغلب مكونات مجتمعنا لتسهيل حياة المواطن وتصريف أعماله يجب أن تقابل بالمزيد من الحرص والتفاعل الإيجابي والتعاون مع الحكومة للحفاظ على الصحة العامة للمجتمع بكل شرائحه ونشر الثقافة التوعوية ليبقى وطننا نظيفاً خالياً من الوباء وتداعياته، إجراءات حكومية تصب في مصلحة الجميع للتصدي للفيروس وضبط انتشار العدوى بتخفيف الازدحام في الشوارع والأسواق والأفران والمصارف ووسائل النقل العامة والجماعية وتشديد الإجراءات المتخذة على المعابر الحدودية والمنافذ البحرية والبرية والمطارات للتأكد من سلامة القادمين إلى سورية.

كل مواطن مسؤول من موقعه في المنزل والعمل والمؤسسة والشارع، الصين رغم كثافتها السكانية العالية تمكنت من احتواء المرض وتقليل عدد الإصابات، ويظل المواطن هو الأساسي في المواجهة والتصدي والتقيد بالتعليمات الحكومية والإرشادات الطبية لمنع العدوى والانتشار واجب وطني وأخلاقي يصب في مصلحة المواطن وأسرته ومجتمعه ووطنه، وعليه التوقف عن ممارسته الكثير من الطقوس والعادات الاجتماعية المعروفة التي تتطلب تواجداً مكثفاً واحتكاكاً شخصياً بين الناس لمنع الازدحام وزيادة احتمال العدوى والالتزام الطوعي بإجراءات الوقاية لتحقيق الفائدة المرجوة وعدم الاستهانة والتعامل والتعاطي باستخفاف مع هذا الخطر الداهم وعدم الاستهتار بالقرارات الرسمية والتوجيهات الصحية المتخذة والالتزام بالنظافة وكافة إجراءات الوقاية والتحذيرات لدفن الخطر في مهده.

الوباء أثر بشكل سلبي على جميع اقتصادات العالم، ففي الأزمات كما الحروب يبرز التحدي الأكبر لوعي الإنسان الذي يصب في خانة الوعي الوطني الذي يرتقي إلى مستوى خدمة المصلحة العامة ومصلحة الوطن العليا، وقد أدى الخطر والحصار إلى زيادة الاتفاق الحكومي لمواجهة تراجع الإيرادات بمختلف مصادرها وأنواعها وارتفاع أسعار السلع والمواد الغذائية والخضار والفواكه بشكل جنوني مقابل تقلص القوة الشرائية للمواطن… علينا التحلي بالحكمة والصبر وعدم الخوف والهلع وعدم الانجرار وراء الشائعات المضللة والتهويل وبث الخوف ونشر الرعب حول عدد الإصابات، فالوعي الصحي له دور كبير في منع حدوث المرض وتخفيف وطأته على المريض.

الجميع أمام تحد خطير، علينا حماية بلدنا من هذا الوباء الذي اجتاح العالم كله والذي يشكل تهديداً مباشراً للإنسان والعمل بمستوى التحدي والجدية والمسؤولية الوطنية والأخلاقية وبمنتهى الحرص والأمانة والأخلاق لحماية أنفسنا ووطننا وعدم الاستهتار والتهاون بالقرارات والتوجيهات وخاصة الأمور التي تتعلق بالنظافة والسلامة الشخصية في المنزل والأماكن العامة والأسواق وأماكن الاتصال المباشر مع الآخرين.

يظل الإنسان هو القيمة الأغلى التي لا يمكن تعويضها.. المطلوب من الجميع التعامل بمسؤولية وتكامل الأدوار والجهود على مختلف المستويات الحكومية والشعبية والمجتمعية والخاصة وتعزيز الثقة بمؤسسات الوطن لتمتين خندق المواجهة مع الوباء للتغلب عليه، فالكل مسؤول للحفاظ على صحة وحياة الناس والعمل بمسؤولية لتجاوز هذه المرحلة الدقيقة والحرجة وكي يتمكن بلدنا من تجاوز هذا الخطر.

 

نعمان إبراهيم حميشة

تصفح المزيد..
آخر الأخبار