طلاب جامعة طرطوس يبتكرون ساعة طبية ذكية وجهاز تنفس

الوحدة: 1-6-2020

عاد جامعيو طرطوس إلى الدوام بعد انقطاع دام أكثر من شهرين، بالتزامن مع إعلان وزارة التعليم العالي عن تشكيل لجان في جميع الجامعات السورية للإشراف على تنفيذ العملية التعليمية والالتزام بالإجراءات الصحية والاحترازية اللازمة للتصدي لفيروس كورونا، وهو الأمر الذي قد يبدو صعباً، نظراً لخصوصية جامعة طرطوس المكتظة بعشرات الآلاف من الطلاب الموزعين ضمن عقارات مختلفة يحتاج العديد منها للصيانة والتجهيز، بدءاً من الحمامات انتقالاً لبقية التفاصيل.. ليبقى الدعاء بالسلامة للجميع هو الأساس بانتظار الترفع وإكمال العام الدراسي والتخرج للعديد منهم ورغم تأخر بناء جامعة طرطوس سنين طويلة والظروف الاستثنائية التي مرت يستمر الطلبة بتنفيذ العديد من المشاريع العلمية الواعدة شاقين دربهم نحو مستقبل أفضل طال انتظاره كثيراً..

ساعة طبية ذكية

ابتكرت طالبات من كلية هندسة تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات (قسم النظم الحاسوبية) بطرطوس ساعة طبية ذكية يمكن في حال تطبيقها على نطاق واسع أن تساهم في تدارك تدهور العديد من الحالات الصحية المقلقة فضلاً عن دورها في مساعدة الطواقم الإسعافية على معرفة حالة المصاب وما يتناوله من أدوية وبالتالي تدبير حالته على النحو الأفضل وتعتبر هذه الساعة الطبية الذكية أحد أبرز مشاريع التخرج في الكلية لعام 2019 نفذتها كل من (بتول صالح وسارة اسماعيل وسارة الجندي) بإشراف الدكتورة سوزي صالح وذلك تلبية للحاجة إلى مراقبة المصابين بالأمراض الأكثر شيوعاً كمرضى القلب والأمراض التنفسية والزهايمر، وأيضاً للتعريف بوضع المريض مجهول الهوية لدى إسعافه إثر حادث ما، حيث تقيس الساعة معدل الأكسجة وضربات القلب ودرجة الحرارة وتذكر المريض بمواعيد الأدوية وتحوي زر مساعدة في حال الطوارئ كما ترسل تنبيهات لأحد مرافقي المريض ولطبيبه الذي يكون على تواصل مباشر مع المعدلات الحيوية للمريض عن طريق موقع الكتروني يؤتمت الواقع الصحي، ومن خلال شريحة RFID تتيح الساعة التعرّف على السجل الطبي للمريض الأدوية التي يتناولها والأمراض التي يعاني منها والحساسيات الدوائية وجميعها مفيدة في حالات إسعاف المرضى مجهولي الهوية كما توفر أتمتة الأدوية المتوفرة لتمكين الطبيب من وصف البديل الدوائي الأمثل المتوفر في السوق.

 

ويرتبط الجهاز مع موقع ويب متكامل يضم المنظومة الطبية ككل ابتداء من الوزارة التي تكون بدورها مسؤولة عن إضافة الأطباء إلى المنظومة كما يكون الطبيب بدوره مسؤولاً عن مرضاه، الأمر الذي يعكس أتمتة متكاملة للنظام الطبي وقد استخدم الفريق الباحث شريحةESP وحساساً للقلب والأكسجة MAX30100 بالإضافة لشريحة RFID لتصميم المشروع ومع أن تأمين هذه القطع في ظل الاختلاف المستمر في الأسعار لم يكن أمراً سهلاً يتفاءل الفريق المنفذ بأن المشروع سيكون قابلاً للتطبيق في المراكز الصحية والمجمعات الطبية بعد اعتماده من قبل وزارة الصحة حيث شارك المشروع في معرض الباسل للإبداع والاختراع ومعرض (فيوتانا 4) للمشاريع الهندسية لطلاب جامعة طرطوس إضافة لمشاركته في مشروع (قفزة) لدعم مشاريع التخرج الذي أطلقته وزارة التعليم العالي عام 2019 بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

مشروع تنفس

صمم فريق من كلية هندسة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات (هتما) بطرطوس جهاز تنفس صناعي يتميز عن غيره ببساطته وقدرته على تنفيذ أنماط تنفسية متعددة وبكلفته الاقتصادية المنخفضة وقد تم إنجاز مشروع نَفَس خلال فترة وجيزة بجهود كاملة وخالصة من فريق أكاديمي علمي من الكلية فيما سيتم اختبار هذه المنفسة من قبل المجلس العلمي الاستشاري المركزي في دمشق ليتم اعتمادها بشكل نهائي، وكان المشروع قد نفذ من قبل المهندس رائد جبور وفريقه المكون من (حسان نور الدين إسماعيل – زين العابدين مشهور الخازم و مجد حسان ديب) وبإشراف علمي للدكتور حسن البستاني ليكون بذلك فريق كلية هتما هو الفريق الأول في جامعة طرطوس الذي يقدم مشروع مساند في ظل الظروف الراهنة للتصدي للفيروس.

رنا الحمدان

تصفح المزيد..
آخر الأخبار