العدد: 9299
25-2-2019
قدمت فرق الساحل الأربعة (تشرين، الساحل، جبلة، حطين) مستوى متفاوتاً من حيث الأداء، أما من حيث النتائج فقد حقق تشرين المطلوب وتمكن من الانفراد بصدارة الدوري وهو مع فريق الساحل كان الأفضل بين فرق الساحل.
صدارة تشرينية
خدم فريق تشرين نفسه بنفسه وتمكّن من اعتلاء الصدارة في بداية مرحلة الإياب وبشكل منفرد هذه المرة بتحقيقه نتائج جيدة ومستفيداً من تعثر منافسيه على الصدارة بعد أربع جولات شهدت ثلاثة انتصارات له وتعادلاً وحيداً وبدون أي خسارة ليصبح برصيده (37) نقطة ومتقدماً بذلك على أقرب منافسيه الوحدة بنقطتين.
تشرين مع نهاية الجولة الرابعة يكون قد فاز في ثلاث مباريات بدأها على النواعير بملعب الباسل بهدفين مقابل هدف سجلهما خالد كوجلي ومحمد مرمور ثم فاز على جاره حطين في ديربي اللاذقية بهدف وحيد سجله عبد الرحمن بركات والفوز الأخير كان أيضاً على جاره جبلة بهدف بتوقيع محمد العقاد وما قبلها كان قد تعادل سلبياً مع جاره الساحل محققاً بذلك عشرة نقاط في الإياب لغاية الآن كأكثر فريق يحرز نقاطاً إياباً بين فرق الساحل وعلى مستوى فرق الدوري.
فنياً، نتائج ممتازة حققها تشرين، ولكن المتابع للفريق في جميع مبارياته (ليس فقط بالإياب) يلاحظ أنه يتفوق على الفرق التي يلعب أمامها بفارق هدف واحد فقط، ولم يتمكن من التغلب على أحد الفرق بفارق هدفين سوى (الكرامة والساحل) في مرحلة الذهاب، مما يشير إلى ضعف واضح في خط الهجوم وعد وجود القناص، ورغم أنه تم التعاقد مع اللاعب ورد السلامة ببداية مرحلة الإياب كصانع ألعاب إلا أن هذه المشكلة لم تحل حيث لم يتمكن الفريق من تسجيل سوى أربعة أهداف وهي نسبة ضعيفة مقارنة بمتصدر للدوري، إلا أن الواقع يقول: أن هذه الأهداف كانت حاسمة وحقق فيها ثلاث انتصارات.
أما دفاعياً، فحافظ فريق تشرين على صلابته ولم يسمح للفرق بأن تهز شباكه في الإياب سوى بهدف واحد ليبقى من أقوى دفاعات الدوري رفقة دفاع الوحدة بسبعة أهداف في شباكهما.
انتفاضة الساحل
مع نهاية مشوار الذهاب وبعد النتائج المخيبة والقاسية للساحل كان الكل ينتظر سقوطاً مريعاً ودراماتيكياً للفريق في الإياب وساهمت الخسارة القاسية في الجولة الأولى إياباً أمام الكرامة بخماسية في تأكيد هذا التوجه وخاصة أن مواجهاته التي تلت تلك الخسارة كانت من العيار الثقيل أمام فرق القمة (الوحدة- تشرين- الاتحاد) وتولد شعور لدى المتابعين وأكثرية مشجعيه بأنه في طريق العودة إلى مصاف أندية الدرجة الأولى وخاصة إذا ذكرنا أنه لم يتمكن من الفوز إلا بمباراة واحدة في آخر ثمان جولات ذهاباً وأنه حقق نقطة واحدة على أرضه منذ الجولة الخامسة ذهاباً، لكن ما حدث كان عكس ذلك تماماً، وعرف المدرب الجديد عمار الشمالي ورغم خسارته الأولى أمام الكرامة أن يعيد توجيه الدفة وإيقاف هذا التدهور السريع نحو القاع وحقق مع فريقه انتفاضة وعلى حساب من؟؟ على حساب فرق الصف الأول، حيث فرض التعادل الإيجابي بهدف لمثله على ضيفه الوحدة المتصدر السابق ثم اتبعه بتعادل مع مضيفه تشرين المتصدر الحالي وختمها مسكاً في الجولة الرابعة بعد فوزه على ضيفه الاتحاد بهدف نظيف معيداً ذكريات البداية القوية لفريقه في هذا الموسم.
صحيح أن الساحل حقق خمس نقاط فقط وهي لا تعتبر انتفاضة، لكن العبرة في قيمة هذه النقاط الخمسة التي جاءت من أقوى فرق الدوري مع استعادة روح الانتصار، نقاط أضافها لرصيده ليصبح في المركز العاشر برصيد (20 نقطة) قد تكون ذات أهمية كبرى في صراع بقاءه بين الكبار.
الساحل فنياً، من أضعف فرق الدوري دفاعياً وهجومياً، وأحد أهم العوامل التي كان يحارب بها الفريق هي اللعب الجماعي والروح القتالية وذلك ساعده كثيراً في البداية وعندما فقد هذا السلاح في الجولات الأخيرة من الذهاب حدث التدهور الذي ذكرناه، في الإياب لم يتعاقد الساحل مع لاعبين جدد لكن الشمالي عرف كيف يوقظ السلاح الوحيد الذي يمتلكه الفريق وكان الأمر أن حدثت هذه الانتفاضة.
عدم ثبات حطين
يعتبر فريق حطين من أكثر فرق الدوري إثارة للجدل بسبب أدائه ونتائجه المتباينة، مرة يبدع ومرات ينتكس، البداية في الإياب لم تكن جيدة لحطين رغم أنه أنهى مرحلة الذهاب بطريقة رائعة فخسر أمام مضيفه الطليعة بهدف ثم أمام جاره تشرين بهدف، ثم استعاد نغمة الفوز في مباراته الصعبة أمام مضيفه الجيش بهدف (وهنا استبشر جمهوره خيراً) لكنه عاد وخسر نقطتين في ملعبه أمام مضيفه النواعير بتعادلهما سلبياً ليحل في المركز الثامن برصيد (20) نقطة.
هجوم حطين من أضعف الخطوط في الدوري وهو لم يتمكن لغاية الآن من تسجيل سوى (12) هدفاً تاركاً خلفه فريق واحد فقط وهو المجد، ويؤخذ على الفريق إضاعة لاعبيه لفرصة سهلة ومحققة للتسجيل في معظم المباريات التي يخوضها، وكان أن تم التعاقد مع المهاجم القناص حسن العويد لحل هذه المشكلة لكن ذلك لم يحدث وتابع الفريق مسلسل إضاعته للفرص السهلة وكان آخرها أمام النواعير في مباراة كانت عبارة عن مسلسل طويل من أهدار الفرص، ولم ينجح العويد في التسجيل لغاية الآن.
جبلة الفريق
فريق جبلة أضعف الفرق الساحلية من حيث النتائج واستمر الحال كذلك في مرحلة الإياب التي لم يحقق فيها الفريق بعد أربع جولات سوى فوز وثلاث نقاط، فالبداية كانت كارثية أمام مضيفه الاتحاد بخسارته بثلاثة أهداف لهدف، استعاد توازنه في الجولة الثانية بفوزه على ضيفه الكرامة بهدفين مقابل هدف، لكن سرعان ما وضع نفسه في موقف الخطر بخسارتين متتاليتين أمام مضيفه النواعير بهدف ثم أمام جاره وضيفه تشرين بهدف، ليقبع في الترتيب ما قبل الأخير برصيد (15) نقطة تاركاً خلفه فريق الحرفيين.
يعاني الفريق كثيراً دفاعياً وهجومياً مع جملة من المشاكل والانتقادات التي طالت إدارته وكادره التدريبي ولاعبيه وكانت إحدى مشاكله عدم وجود حارس ذي خبرة في مرماه، صحيح أنه تمّ حل هذه المشكلة إياباً بالتعاقد مع الحارس الخبير فاتح العمر لكن مشكلة التهديف ما زالت بدون حل وحاله كحال جميع فرق الساحل التي تعاني من كثرة الفرص المهدورة، وهو لم يتمكن من تسجيل سوى (13) هدفاً في جميع مبارياته بينما استقبلت شباكه (21) هدفاً وهو ثاني أضعف دفاع بفرق الساحل بعد فريق الساحل.
مشكلة الفريق الحالية هي كثرة الغيابات بسبب الإصابات والإنذارات وهذا ما أسفر عن عدم ثبات في التشكيلة بكل مباراة، رغم أنه يقدم أداء جيداً لكن النتائج لا تسرّ.
مهند حسن