العدد: 9299
25-2-2019
ليس خافياً على أحد بأن نادي جبلة يعيش أياماً عصيبة، وينتظر أياماً أشد وطأة قبل تسع مراحل من اختتام منافسات الدوري.
النادي الجريح منذ سنوات لم يهتد إلى ضالته بعد رغم تعدد الإدارات والكوادر الفنية التي تعاقبت على قيادته، فالجميع وصلوا إلى مرحلة الاصطدام بواقع القرب من الهبوط إلى الدرجة الأولى بعدما فشلوا في استثمار الوقت لتحصين الفريق الأول وإدخاله إلى منطقة الأمان باكراً.
ولأن الواقع فرض علينا التعاطي في كل موسم كروي مع إدارة جديدة، أصابنا الشلل لناحية مناقشة عمل الإدارات وتسليط الضوء على الأخطاء والثغرات، فإن كتبنا في البداية سيقولون: نحن مازلنا في أول الطريق، والحكم علينا في هذا التوقيت فيه ظلم كبير، وإن كتبنا بعد أن يصبح الفريق على حافة الهاوية، سيقولون أن التوقيت غير مناسب، وأن النادي بحاجة إلى ترطيب الأجواء وعدم صب الزيت على النار، فنؤثر الصمت كي لا نتهم بأننا نعرقل المسيرة، ونتماهى مع (المؤامرة الكونية) على نادي جبلة.
يعرف المتابع لمواقع التواصل الاجتماعي أن هناك آراء ونصائح قيمة يقدمها بعض العاشقين لنادي جبلة، وهؤلاء يوفرون علينا خسارة أشخاص تربطنا بهم علاقات قديمة، ونكن لهم كل الاحترام، وهناك على مواقع التواصل أيضا جماهير منفعلة وقلقة على مستقبل ناديها ،تتجاوز أحيانا حدود اللباقة، وتعبر بطريقة قاسية عن مشاعرها، ولكن الجميع في نهاية الأمر يتشاركون هماً واحداً، ويعيشون حالة ترقب حذر على اعتبار أنهم اعتادوا منذ سنوات أن يذرفوا الدموع مع آخر صافرة في الدوري.
ولو أننا نملك الحق في تقديم النصيحة، لنصحناهم بالتعاطي مع ما يطرح بشكل إيجابي، فهنالك أخطاء وقعت، ومازالت تقع، وهنالك مشاكل لم تعالج كما يجب ولم يقف المعنيون أمامها بشكل عقلاني، لأن طابع القداسة شبه معمم على تصرفات البعض، وهذا مقتل للعمل، وتسريع للسير بالنادي نحو الهاوية، والواجب أن ننبه من نحب، ونضع حدا لأي مغامرة قد تؤذيه، فعندما يغرق المركب لن يسلم أحد من نزلائه.
نحن هنا كصحيفة محلية معنيون بنادي جبلة ككل الأندية الساحلية، وجل ما نتمناه أن نرى هذا النادي بأحسن صورة، وأن يخرج من محنته، ويعود إلى ألقه السابق، وأي كلام نورده في معرض نقاش الواقع الجبلاوي، يكون من باب الحرص ليس إلا، وعلى المعنيين قبول الرأي الآخر، لأن دور الإعلام هو تسليط الضوء على الأخطاء كي يتم تلافيها والقفز فوقها.
زبدة الكلام أن نادي جبلة أمام مرحلة مفصلية بكل ما للكلمة من معنى، فهو ينتظر لقاء هاماً مع الساحل على أرضه ولن ينفعه شيء سوى القبض على النقاط الكاملة، لأن التعادل مصيبة، والخسارة كارثة، والفوز وحده كفيل بإخراج الفريق من حالة عدم التوازن، ودفعه نحو الأمام قبل أن يحل ضيفا على حطين في اللاذقية، وهذا الواقع يفرض على كل من يعنيه نادي جبلة أن يفتح صفحة بيضاء( ولو مؤقتا)، وأن يجدد الثقة باللاعبين وبالكادرين الإداري والفني، فالنتيجة النهائية للمباراة ستحدد معالم المرحلة القادمة، وترسم المشهد على حقيقته من دون رتوش أو استعارة.
غيث حسن