أهلاً رمضان

الوحدة : 3-5-2020

 دار الفلك دورته وعاد الشهر الفضيل بعد حين من الدهر حاملاً معه ذلك الأريج المشبع بالتسابيح والصلوات بنهار كله خشوع وليل كله دموع للتائبين العابدين الراكعين الساجدين ورمضان بالنسبة إلى هؤلاء موسم الزراعة وسوق الربح الذي لا يكسد يتفيئون في ظلاله شجرة الإيمان الوارقة ويلتزمون فيه أدق تفاصيل العبادة وهم هم في رمضان وفي غير رمضان لا هم لهم إلا تقديم الطاعات واجتناب النواهي وإتيان الأوامر وهم السعداء حقاً.

 وهناك فئة ثانية رمضانية إذا جاء الشهر الفضيل تركت كل أمر فيه ريبة، والتفتت إلى العبادات والطاعات وآثرت على ما سواه في هذا الشهر وهم  السواد الأعظم من أهل زماننا فإذا ارتحل الشهر الفضيل لم يعودوا كما كانوا فيه ورحمة الله تشمل الجميل ومغفرته محطّ الآمال ولولا حسن الظن به سبحانه لهلك الخلق من كثرة الذنوب والمعاصي.

 وهناك فئة ثالثة تسمع عن رمضان سماعاً ولكنّها لا تأبه به حلّ أم ارتحل والعديد من هؤلاء يغيبون حياءً منه ومن أهله المنصرفين إلى نورانياته ولا يعودون إلا إذا حلّ العيد وقد أبعدهم حياؤهم منه إلى مكانٍ ناءٍ عن العيون ليخفوا منه ما اعتادوه طوال العام.

أما الفئة الرابعة لا مشاعر لديها ولذلك تستحلّ حرمته وهؤلاء يقف القانون ورجال الأمن لهم بالمرصاد لتقريعهم وتوبيخهم ومعاقبتهم بالعديد من الأساليب المعنوية والمادية التي تجدي مع بعضهم ولا تجدي مع بعضهم الآخر. وهم قد حرموا أنفسهم أيّما حرمان من موسم الحصاد العظيم الذي أولّه رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار وما أحوجنا نحن المقصرين إلى الرحمة والمغفرة والعتق من النار التي وقودها الناس والحجارة والتي عذابها هو العذاب فطوبى لمن جاءه الشهر الفضيل وهو مستعد للطاعات متعرضاً للنفحات المباركة ويا خسارةً لأولئك المنصرفين عن رحمة الله وطاعته سبحانه وما أكثر الخير الآتي من لدنه تفضلاً وجوداً وأنّها لدعوة صادقة ومخلصة لكل انسان في شهر رمضان أن ينال المغفرة والرحمة والرضا والقبول من الرب العظيم سبحان.

وأمنية صادقة من القلب لكل الناس أن يتصافوا ويتسامحوا من بعضهم وتهنئة خالصة للقراء الأعزاء بالشهر الفضيل الذي نحن الآن نمضي أيامه ونعيش ساعاته النيّرة وكل عام وأنتم جميعاً بألف خير.

لمي معروف

تصفح المزيد..
آخر الأخبار