العدد: 9299
25-2-2019
طورت الشقيقتان فاطمة وياسمين السماعيل الطالبتان في كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية اختصاص حاسبات وتحكم آلي عصى ذكية للمكفوفين لتوجيههم للسير بطريقة دقيقة وآمنة، وحول هذا الاختراع أكدت الشقيقتان أن من أوحى إليهما بالفكرة أصحاب الهمم من فاقدي البصر حيث يحمل الابتكار صبغة إنسانية ويهدف إلى مساعدة مصابي الحرب ليعتمدوا على أنفسهم وليزرع فيهم بصيص أمل ويمكنهم من السير بسلامة وسهولة دون مساعدة أحد من خلال توجيهات ناطقة وتنبيهات مختلفة لتجنب المخاطر وتحمي العصا الذكية مستخدميها من الوقوع في الحفر وبرك الماء وتؤمن لهم نزولاً آمناً على الأدراج دون مساعدة أحد.
وذكرت الطالبة فاطمة أن العصا الذكية تمتاز أيضاً بإنذار للآخرين لتجنب الاصطدام بالكفيف في حال كان المكان مظلماً من خلال إطلاق إنذار ضوئي مع اهتزاز متقطع ولتبيه الكفيف لمحيطه المظلم، وفي حال ضياع العصا أو وقوعها يستطيع صاحبها معرفة مكانها باستخدام جهاز تحكم عن بعد يجب أن يحمله بيده، مضيفة أن هذا الابتكار الجديد سيترك أثراً إيجابياً في نفوس فاقدي البصر ومحيطهم من خلال دمجهم بالمجتمع وتحقيق أكبر قدر ممكن من الاعتماد على الذات، وقد نبعت الفكرة لدينا من خلال تأثرنا بالأحداث على سورية وتعرض عدد كبير من الناس لإصابات متنوعة بسبب الحرب وفقدهم لبصرهم.
بدورها لفتت ياسمين إلى أن العصا الجديدة تتميز بجملة من المواصفات المبتكرة التي تساهم في دمج أصحاب المكفوفين في محيطهم وتسهل حركتهم في الأماكن العامة وتزودهم بوسائل تساعدهم على التنقل بحرية وتجذب انتباه الآخرين لمساعدتهم على عبور الشارع و تنبه العصا الذكية القابلة للشحن مستخدمها لوجود العقبات من خلال إصدارها تنبيهات صوتية عبر السماعة مثل: أمامك درج أو أمامك مياه أو أمامك حفرة، وتضيء تلقائياً أثناء السير في المناطق المعتمة.
وأفادت الشقيقتان أن المكفوفين اعتادوا استعمال العصا لترشدهم على الطريق وتفاديهم العقبات التي تعترضهم ولكن أغلبهم يواجه صعوبة في استخدام العصا التقليدية ويعتبرونها مرهقة وهي تفشل في الكشف عن بعض العقبات وخاصة المرتفعة منها كما تتطلب فترات طويلة من التدريب لإتقان استخدامها، ولذلك تم تطوير أجهزة تقنية متعددة إلا أنها باهظة الثمن يعجز الكثير منهم عن شرائها كما أنها لا تتمتع بميزات كافية لتجنبهم العوائق، وإلى جانب العصا التقليدية تتوفر في الأسواق العصا الإلكترونية المصممة لتقدم لمستخدميها ترددات فوق صوتية يشعر بها فقط عندما تصطدم بعقبة معينة في طريقها وتكشف له عقبات محددة فقط وهي باهظة الثمن.
ولفتت المبتكرتان إلى أن مشروعهما قابل للتطوير بحيث يمكن إضافة تحديثات على العصا الذكية تتمثل في تزويدها بخريطة ناطقة تدعى خريطة ماجلان تخبر الكفيف بمكانه وتمكنه من خلال لوحة برايل من كتابة المكان الذي يريده لترشده عليه، وتزويدها بالربط مع شبكة الهواتف النقالة لتحدد لذويه مكانه كما يمكن إرفاقها بأجهزة الكترونية أخرى، وأضافت الشقيقتان أن مشروعهما واجه صعوبات متعددة يتعلق بعضها ببرمجة الصوت لأوامر ناطقة وإيجاد مكبرات صوت مناسبة للحصول على صوت واضح وتصميم قالب العصا وتصميم الدارة بشكل يتناسب مع القالب وإيجاد الحساس المناسب للحفر وتصنيع حساس الماء يدوياً و صعوبة تأمين حساس الليزر، وأملتا بالحصول على دعم المستثمرين في وقت ما زالت فيه ريادة الأعمال في سورية في طور تشكلها.
جدير بالذكر أن الشقيقتين حازتا على عدة جوائز محلية نذكر منها: الميدالية البرونزية في معرض الباسل للإبداع والاختراع العام الماضي والمركز الثالث لمسابقة تميز للمشاريع المتميزة والمركز الأول في مسابقة أكاديمية ريادة الأعمال.
نسرين جزعة