العدد: 9299
25-2-2019
في منتصف السنة الثانية من عمر الطفل تبدأ حصيلته اللغوية بالتشكُّل والنمو، وكلما تعرّف على لفظ جديد يحاول أن يلفظه ليسعد بهذه التجربة، فهناك الألفاظ اللائقة وغير اللائقة، وهذا النوع الثاني هو ما يقلق الآباء والأمهات، ويسبب لهم الكثير من الإحراج، وبخاصة حين يقوم الطفل باستخدامه أمام الآخرين، وهنا ينبغي على المربين أن يتنبهوا إلى أسباب ميل الطفل إلى هذه الألفاظ، وهي تتمثل في رغبته في التعبير من خلالها عن المشاعر السلبية التي تكمن في نفسه، كالكره والحقد والغضب وعدم الطمأنينة، وقد يكون جذب انتباه المحيطين، وإشعارهم بأنه لم يعد صغيراً من الأسباب التي تدفعه لهذا الأمر، ويضاف إلى ذلك أن نطق هذه الألفاظ قد يكون أحياناً عائداً لتقليد أشخاص معينين أُعجِب بهم، كالممثلين أو أحد الأفراد الذين يحيطون به، سواء أكانوا من أسرته أو من أصدقائه.
أما بالنسبة إلى كيفية حل هذه المشكلة، ومنع الطفل من استخدام هذه الألفاظ البذيئة، فيجب التحلي بالهدوء والحكمة، واتباع الخطوات التالية:
× البحث عن المصادر التي يتلقى الطفل منها الكلمات غير اللائقة كي يتم إبعاده عنها بصورة تدريجية، وإعطاء الأمر مزيداً من العناية والاهتمام.
× إقناع الطفل برفض هذا السلوك بكلمات تتلاءم مع فهمه وقدراته العقلية، كأن يقال له (إن هذا الكلام يزعجنا وأنت يا صغيري لا تحب أن تزعج ماما وبابا).
× الالتزام بالحكمة والتعقُّل في حل المشكلة، والابتعاد عن العصبية والتوتُّر.
× تدريبه على الاعتذار كلما نطق بكلمة بذيئة، وتعليمه الأسلوب اللائق في الرد، ومهارات الحديث، وفن الكلام من خلال الأمثلة وصياغة جمل معينة، بعيدة عن السخرية والاستهزاء.
د. رفيف هلال