الأزمة في سورية وثقافة المقاومة في محاضرة

العدد: 9298
الأحد 24-2-2019

 
سورية بلد الصمود، بلد المقاومة، بلد دعم حركات المقاومة في وجه الصهيونية والامبريالية، وخصوصاً المتمثلة بشكل مباشر بالاحتلال الاسرائيلي لفلسطين العربية المحتلة. إضاءات على الأزمة التي نعاني منها، ومواقف سورية المناهضة دائماً لجميع الحركات الإرهابية، ودور سورية الداعم لحركات المقاومة، كان هذا موضوع المحاضرة التي ألقاها السيد هيثم طالب في دار الأسد للثقافة وكانت بعنوان:
الأزمة السورية وثقافة المقاومة، وبدأ محاضرته بالقول: إن سورية محط أنظار العالم أجمع لذلك لم تنجُ من التآمر والضغوط منذ قرون عديدة حتى اليوم لايزال هذا التآمر ساري المفعول لتأتي المؤامرة الكونية الحالية على سورية التي لا نزال نعيش فصولها حتى الآن، هذه الأمور مجتمعة كان لها تأثير كبير ومباشر على حياة المواطن السوري المعيشية والاقتصادية وغيرها، إلا أن كل ذلك لم يؤثر على مواقفه الوطنية الراسخة فالتف حول قيادته السياسية المقاومة والحكيمة ثم تطرق في الحديث عن الحرب الأهلية اللبنانية وكيف استطاعت سورية بموقفها وقف الاقتتال بين الأشقاء اللبنانيين، وتمكنت من تثبيت الأمن والاستقرار في لبنان بمساعدة اللبنانيين الشرفاء، وأكمل السيد هيثم حديثه عن الاجتياح (الإسرائيلي) للبنان وكيف برز التيار الوطني العروبي المقاوم والذي نذر نفسه لمقاومة الاحتلال ورفض الانصياع لأمريكا وأذنابها في المنطقة فكان (حزب الله) الحركة اللبنانية الوطنية المقاومة الذي تلقى الدعم والمساندة من القيادة السياسية السورية ونتيجة الدعم اللامحدود تمكن هذا الحزب من تحرير كل شبر من الأراضي اللبنانية المحتلة.
وسورية التي تحتل موقعاً رائداً في الأمة العربية والتي أفشلت المشاريع والمخططات الصهيو أمريكية والعربية والرجعية، سورية رفعت شعار
(فلسطين أولاً) وردعت ودعمت حركات المقاومة في لبنان وفلسطين والعراق، كما دعمت جميع حركات التحرر في العالم لذلك كان لابد من معاقبتها وتحويلها إلى ساحة حرب لمجموعات إرهابية مرتزقة مسلحة تمّ تجميعها من مختلف دول العالم مدعومة بالمال والسلاح ومشحونة بالفكر التكفيري الوهابي بهدف القضاء على مرتكزات الدولة السورية والقضاء على النظام السياسي الوطني المقاوم فيها، لكن هيهات أن تحقق أهدافهم الخبيئة. فسورية هي الدولة الوحيدة الممانعة لجميع أشكال التطبيع مع العدو الصهيوني وهي آخر القلاع العربية في محاربة العدو الإسرائيلي الغاصب، وهي بهذا تشكل خط الدفاع الأول لمحور الممانعة الذي يضم إيران وروسيا والعراق والمقاومة اللبنانية والفلسطينية.
سورية أصبحت قلب العالم وإن انتصارها على هذا الإرهاب الذي سطرته بدماء شهداءها الأبرار جعل منها نواة لتشكيل العالم من جديد ولبنة أساسية للحلق الرافض للهيمنة الأمريكية. والحرب التي شنت على سورية هي حرب شاملة استخدم فيها العدو كافة أنواع الأسلحة وتم حشد المجرمين والإرهابيين من كل دول العالم، وسخرت لها أبواق إعلامية عالمية، تبث الأخبار المتناقضة والحقائق المفبركة، كما دفعت الأموال لأصحاب النفوس الضعيفة لتضليلهم.
أما جامعة الدول العربية فقال عنها المحاضر: إنها ليست جامعة تجمع ولا عربية بل تأتمر بما يمليه عليها الصهاينة والأمريكيون.
إزاء هذه الأحداث عرفت سورية جيداً كيف تتعامل مع هذه المؤامرة واستطاعت بفضل قيادتها السياسية الحكيمة أن تجعل من نفسها دولة محورية حرة مستقلة بقرارها السياسي والسيادي، وعرفت كيف تحمي نفسها من خلال نسج علاقات خارجية استراتيجية مبنية على أساس التكافؤ، هدف هذه العلاقات تعزيز القدرة العسكرية الدفاعية فاستطاعت بفضل اللحمة الوطنية الصلبة أن تنتصر على الإرهاب، وأن تبقى متمسكة وبإصرار على تحرير كل حبة تراب من أرضها الطاهرة، ورغم ما حلّ بسورية بقيت متمسكة بقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، وأقامت عدة اتفاقيات مع روسيا وإيران وغيرها كان الهدف منها هو تعزيز دور سورية وقوتها الدفاعية، ورغم الجراح إلا أن الشعب السوري الصابر المكافح مصر على إنهاء هذه الأزمة والقضاء على كل إرهابي دخل الأرض السورية، وذلك من خلال المصالحات الوطنية التي كان لها دور مشهود والتي خصها السيد الرئيس بهيئة مستقلة أو جلسات الحوار السورية وذلك حقناً لدماء أبناء الوطن.
ثم تحدث المحاضر عن دعم القيادة السورية للمقاومة بجميع أنواعها ضد الاحتلال الصهيوني الغاصب وضد محاولات التطبيع السرية والعلنية، وكيف أبطلت القيادة السورية بمساعدة أصدقائها في العالم الحر مشروع الشرق الأوسط الكبير، وكان القائد المؤسس الراحل ( حافظ الأسد) أول من أرسى قواعد الدعم اللامحدود لحركات المقاومة العربية والعالمية وكانت له اليد الطولى في هذه الحركات وعلى رأسها (حزب الله) والمقاومة الإسلامية في غزة والعراق، وقد تابع السيد الرئيس بشار الأسد على نفس البرنامج والمنهاج بدعمه لحركات المقاومة العربية وحركات التحرر العالمية ومدها بجميع أشكال الدعم والمساندة.
واختتم بالقول: انتصرت سورية على الإرهاب العالمي بشعبها العظيم الأبي، انتصرت سورية بجيشها وقائدها التاريخي الذي عرف جيداً كيف يقود المعركة وكيف يبني علاقات استراتيجية مع دول الممانعة الذي ما بخل بدم جنوده البواسل الذين رووا تراب الوطن بهذا الدم الزكي الطاهر، انتصرت سورية بقاماتها الوطنية الذين وقفوا إلى جانب السيد الرئيس في هذه المحنة، انتصرت بعلمائها ومثقفيها ومفكريها الأوفياء الذين أعطوا كل ما لديهم من علم ومعرفة بما يخدم المرحلة، لتعلم الأجيال القادمة أن سنابل، القمح وزهر الياسمين الذي ينبت وسينبت في هذه الأرض الطاهرة إنما سقي من دماء ذكية طاهرة ارتقت على أرض الوطن الحبيب ،إن ثقافة المقاومة أصبحت مبدأ لدينا في سورية ومنهاج عمل.

رواد حسن

تصفح المزيد..
آخر الأخبار