وبالوالــدين إحســـاناً ..

العدد 9543
الأربعاء 4 آذار 2020

 

جلسنا عند رجل كبير بالسن، كنا مجموعة من الأصدقاء معنا أولاده وكلهم كبار رُزقوا أولاداً، الجميع منشغل بالحديث والثرثرة عن إنجازات هنا ومعركة جلب الخبز هناك وهم الغاز، والكهرباء هي الأخرى تقض مضجع الغالبية والأولاد منهم من يقرأ ومن يضحك بصوت عال أو همهمات، المهم كل الحاضرين وعشرات الأحاديث كل اثنين يتكلمون بعضهم مع بعض، إلا ذلك السيد الكبير في السن واجم لا يتكلم، ملّوا أحاديثه المكررة وذكريات عمرها خمس وتسعون هي عدد سني عمره، هم مقتنعون أو أقنعوا أنفسهم بأنها ليست ذات أهمية.

يا جماعة هل تعرفون مقدار ما يعانيه هذا المسن، لو كنتم تعلمون لما جلستم عنده وبنفس الوقت يتعرض للإهمال (وبالوالدين إحساناً).
عندي صديق حباه الله بنعمة الاهتمام بوالديه، يُخرج منديلاً من جيبه ويمسح به دموع ولعاب وأنف والده ويعيده لجيبه، هو يحتفظ به لنفسه، يسامره في كل جلساته ويتجاذب معه كل أطراف الحديث، أيضا هو يعرف أن الحياة (دين ووفا).
فقد المسنّون أعز ما يملكون، أصدقاءهم واحداً تلو الآخر، وهم ينتظرون الفرج ويعدّون أنفسهم عبئاً لأن لا أحد يهتم لشؤونهم ولكلامهم ولمعاناتهم، الصحة ليست كما ينبغي، والمحيط محبط.
لكم، كبارنا كل المحبة والاحترام، فأنتم مصدر ذكرياتنا وسجل حي لتاريخنا البعيد بمره وحلوه، لن نمل حديثكم ولو كررتموه عشرات المرات، فنحن سنحتفظ به ونسرده للأحفاد وتستمر الحياة، وبالوالدين إحساناً.

أحمد كريم منصور

تصفح المزيد..
آخر الأخبار