أولاد يكرهون آبـــاءهم!

العدد 9543
الأربعاء 4 آذار 2020

 

كثيرون يخلطون بين دور الأبوة الشامل لكل معاني القيادة والمثل الأعلى والإرشاد والحنو وبين الأبوة المتسلطة القائمة على العقاب أولاً وأحياناً يختزل بعض الآباء دورهم في التمويل، أما الجوانب الأخرى لعملية التربية، فمتروكة إما للمصادفة وإما لرفاق السوء أو أنها تضاف إلى الأعباء التي تقع على عاتق الأم.

الأبوة كما الأمومة أوسع من كل ذلك أنها ليست دواماً جزئياً أو واجباً محدداً نقوم به ثم نلوذ بأحاسيس الرضا عن الذات لأننا قمنا بما علينا من واجب إنها عملية انخراط كامل عن قرب وعن بعد بكل ما يتعلق بحياة الأبناء وعلاقاتهم واهتماماتهم وتطلعاتهم والأخلاقيات التي يكتسبونها وإذا كان دور الأب مثلاً سيقتصر على التمويل وضخ النقود من أجل الرفاهية المادية للأسرة فعلى مستقبل الأطفال السلام.
لقد عمّ التداخل بين المادي والمعنوي في زماننا حتى باتت العائلة مجردة من الدفء الذي يميزها, وفي هذا السياق انتشر العنف المنزلي على نحو لم يسبق له مثيل وقد ظهر أن حالات الإساءة إلى الأطفال في البيوت يكون المذنب فيها الأب أو الأم، وعليه نتبين أن أكثر من نصف الأولاد والبنات لديهم صورة مشوهة وسلبية تجاه الأب والأم وهي أكبر معضلة تواجه القيم العائلية تتمثل في تغلغل حب المال في النفوس لدرجة أنه يسيطر على سلوك الأفراد ومشاعرهم وتحتل مقام الأولوية.

لمي معروف

تصفح المزيد..
آخر الأخبار