مركــز أبحاث الســـــرطان في جامعة تشـــــرين دراسات وتحري طفرات وبائية وكشف مبكّر

العدد 9542
الثلاثاء 3 آذار2020

 

عندما نتحدث عن جامعة تشرين فإننا نذكر صرحاً علمياً عظيماً صمد خلال الأزمة على سورية وخرّج علماء ومبدعين قادرين على ترميم ما أصاب بلادهم.. هذه الجامعة رغم الإمكانيات المتواضعة تعمل دائماً للارتقاء بمستوى البحث العلمي ودعم هذا البحث في مختلف مجالاته ليعود خيره على المواطنين السوريين والبلاد بشكل عام من هنا تم إنشاء مركز أبحاث السرطان في حرم جامعة تشرين والذي اتُخذ مبنى كلية طب الأسنان مركزاً له، وللتعرف أكثر على هذا المركز الذي سيتم افتتاحه في نهاية هذا الأسبوع التقينا د. زهير الشهابي الذي حدثنا قائلاً: صدر قرار بإنشاء مركز أبحاث السرطان من قبل وزارة التعليم العالي بتاريخ 24/4/2019 وقد دعيت كمدير للمركز في الشهر التاسع، فالمركز موصّف بشكل كامل بالمعايير الأوروبية حسب مؤسسة أوروبية مخصصة لأبحاث السرطان ويهدف المركز إلى إجراء أبحاث على مرض السرطان والمرضى وقد وضعت له رؤية ورسالة وأهداف وتوصيف كله بالمعايير العالمية، حيث سيتم إنشاء المركز في كلية طب الأسنان القديمة بمساحة 2200 م يحوي على مخابر ووحدات مركز أبحاث السرطان وحتى تنشأ هذه المخابر تم تحديد إدارة مركزية بمساحة 300 م في مركز المعالجة الكيماوية والشعاعية جُهز بشكل كامل ليكون مركزاً إدارياً، وهذا المركز يبحث عن أسباب مرض السرطان ويجرى فيه دراسات وبائية وكشف مبكر من خلال العينات والخزع والتحاليل الدموية إضافة إلى تحري طفرات وبائية.
وسيتم إطلاق فعاليات المركز خلال هذا الأسبوع بالتوازي مع تفعيل المسرع الخطي الثاني في جامعة تشرين كما وهناك خطة استراتيجية للمركز لمدة خمس سنوات وتشمل الخطة تشكيل الكادر من طلاب الطب والدراسات العليا وأساتذة الجامعة الباحثين، ويتم نشر أبحاثهم عالمياً خارج القطر، فهناك أكثر من 200 طالب يمكن الاعتماد عليهم وهناك 50 طالب دراسات عليا إضافة إلى 75 عضو هيئة تدريسية من كلية الطب والصيدلة والأسنان والعلوم والزراعة والبيئة إضافة إلى عشرة خبراء أخصائي أورام من خارج سورية إضافة إلى وجود دورات تدريبية لتأهيل جيل الشباب، ونشر الأبحاث من خلاله إذ سيتم إنشاء سجل وطني في محافظة اللاذقية تابع للسجل الوطني في الوزارة وهذا السجل لم يفعل خلال الأزمة، ولكن من خلال تفعيله نستطيع معرفة نسبة السرطان وأنواعه في المحافظة إجراء أبحاث لمعرفة سبب انتشاره بشكل كبير.
وأضاف د. الشهابي: إن العمل في المركز هو عمل فريق فإذا لم تحوِ الجامعة على بحث علمي فهي لا تعد جامعة لذلك من الضروري القيام بأبحاث ونشرها عالمياً .فالتصنيف يبقى منخفضاً إذا لم تنشر الجامعة في مجلات عالمية.
ولتطوير المركز وإنجاحه تم توقيع اتفاقيات تعاون مع هيئة الطاقة الذرية والهيئة العليا للتقانة الحيوية ومع الجامعات الخاصة للقيام بأبحاث مشتركة مع الجامعة وللحصول على التمويل، فعندما يصبح للمركز بيئة هيكلية وشعاراً وختماً وحساباُ مصرفياُ بالعملة الصعبة والليرة السورية يتم تمويله عالمياً، ويضم المركز 12 مخبراً بحثياً وسيتم استقبال رسائل الدكتوراه والماجستير كما سيتم دعم المركز من قبل الوزارة ومنظمة الصحة العالمية / UNDP / والاتحاد الاوروبي ومؤسسة آغا خان والهلال والصليب الأحمر وشركات الأدوية.
وبسبب ارتفاع تكاليف البحوث العلمية، فسيتم فتح باب التبرع للمركز لإنجاحه وتلبية احتياجاته، فعلى سبيل المثال تم دراسة بحث حول تأثير نوع من النبات على سرطان الكولون، وهنا البحث يكلف الدولة 3 ملايين ليرة سيتم التعاون مع هيئة التقانة للقيام بهذا البحث.
وأكد د. الشهابي أن هذا المشروع لن يتم بين ليلة وضحاها وإنما يحتاج لعدة سنوات حتى يصبح مركزاً متكاملاً، وهناك مخابر منفصلة عن كلية طب الأسنان تابعة للمركز كالمخبر في مشفى تشرين وقسم الطب المخبري ومخبر هيئة ومركز التقانة الحيوية ومراكز بحثية في الطب والصيدلة والأسنان ويوجد مخبر يحيى الشهابي في مدينة جبلة كذلك تابع للمركز.
في سياق متصل بيّن د. الشهابي أنه ستتم أتمتة جميع مرضى مشفى تشرين وستتم أتمتة مركز العلاج الكيماوي والشعاعي وسيتم تأسيس سجل وطني للسرطان لأن المنطقة الساحلية تحوي أكبر نسبة من السرطان، حيث سيتم وضع خريطة بيئية للسرطان فسرطان الثدي والكولون منتشران بكثرة في المنطقة الساحلية لذلك يجب معرفة أسباب انتشاره في هذه البيئة فالسرطان هو مشكلة بيئية.
أما بالنسبة للأجهزة فقد تم توصيف الأجهزة التي ستوضع في المركز فهناك أجهزة موجودة سيتم وضعها في المركز وقد لا يحتاج أجهزة جديدة وقد وضعت خطة عمل للمركز لأنه مشروع ضخم يجب تضافر الجهود لإنجاحه لأنه الأول في سورية، وحتى الآن هناك 15 حالة بحثية نشرت باسم المركز وهذا يقدم للمركز عروضاً كثيرة ودعماً كبيراً عالمياً نتيجة للأبحاث المهمة التي ستنشر فيه.

بتول حبيب 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار