كـيــــف نصــــــل إلى زواج عــــــادل؟

العدد 9541
الاثنين 2 آذار 2020


لا شك في أهمية الحب والتربية والأخلاق والروادع الاجتماعية في صنع الخيانة، لكن ثمة أمراً واقعياً يتعين الوقوف عنده طويلاً وهو أن الضمان الأكبر لعدم حصول الخيانة أو لعدم التفكير في الخيانة أصلاً يتمثل في إشباع الحاجات المتعلقة بالحياة الزوجية.
من المؤكد أن على كل شخص أن يسأل نفسه إلى أي حد يمكن أن أكون ناجحاً في تلبية الحاجات النفسية والعاطفية للآخر لأن في مثل هذا السؤال يكمن المدخل الحقيقي للوصول إلى زواج متعادل متكافئ يحصل كل من طرفيه على حقه العاطفي والبيولوجي والنفسي.
إذ أن الجهل العاطفي هو العدو رقم (1) للعلاقة الزوجية وعلى الزوجين اللذين يفترض أن لديهما النيات الحسنة لتحقيق السعادة المتبادلة لا يعرفان على وجه الدقة ما يتعين عمله لتحقيق السعادة للآخر، فحاجات المرأة لا تتطابق مع حاجات الرجل وأي افتراض غير ذلك سيؤدي إلى ما يشبه النفخ في قربة مثقوبة ويخطئ الرجل إذا أعتقد أن المرأة تنظر للحب على النحو الذي يراه هو.
كذلك الأمر بالنسبة للمرأة التي تهتم كثيراً في أشكال التعبير الأكثر رومانسية للعاطفة وفي حال حدوث ذلك الخطأ فإن وجود النيات الحسنة، يدفع كلاً منهما إلى بذل الجهد المخلص ولكن في اتجاه خاطئ ولهذا يمكن القول: إن الكثير من الطرق المؤدية إلى الطلاق مفروشة أساساً بالنيات الحسنة ولا مناص من الاعتراف بأن الحاجات الصحيحة في الزواج قوية إلى الدرجة التي يؤدي عدم تلبيتها بشكل صحيح إلى أن ينظر صاحبها إلى خارج إطار العلاقة الزوجية ليحصل على ما يشبه حاجاته وقد يصبر المرء على الإهمال والتجاهل لفترة من الوقت وقد يحول نفسه إلى جندي مجهول يجتر معاناته من دون أن يظهرها لكن هذا الوضع لا يعني أن الزواج على خير ما يرام بل إن كثيراً من العلاقات الزوجية التي تبدو مستقرة هي في حقيقتها حالات طلاق ساكن غير معلن.

لمي معروف

تصفح المزيد..
آخر الأخبار